غاية الخلق… سبحانك يالله!

لم يخلق الله سبحانه و تعالى البشر إلا لهدفٍ و غايةٍ ، و هي عبادة الله سبحانه و تعالى ، و قد قرّر الله سبحانه و تعالى هذه القاعدة بقوله ( و ما خلقت الإنس و الجن إلا ليعبدون ، ما أريد منهم من رزق و ما أريد أن يطعمون ، إنّ الله هو الرّزاق ذو القوّة المتين ) ، فلم يكن خلق الله للنّاس عبثاً و لم يتركهم هملاً ، قال تعالى ( أفحسبتم أنّما خلقناكم عبثاً ، و أنّكم إلينا لا ترجعون ) ، و منذ أن خلق الله سبحانه و تعالى آدم أمر الملائكة بالسّجود له تكريماً لشأنه و تعظيما ، و قد بيّن سبحانه لملائكته أنّه سيجعله خليفته في الأرض ، و علم سبحانه أنّه سيكون من البشر الصّالح كما سيكون بينهم الفاجر و الكافر ، فالإنسان مأمورٌ بعمارة الأرض وفق منهج الله سبحانه و تعالى ، و عبادته على الوجه الأكمل ، و إنّ من تبعات الإيمان التزام أوامر الله و اجتناب نواهيه ، فالمؤمن التّقي الذي يحرص على تحقيق رضا الله سبحانه و تعالى يجتهد في تحصيل ذلك بالعبادة و العمل الصّالح و الاستزادة من الحسنات حتى يحقّق حقيقة الاستخلاف في الأرض ، و إن إقامة المسلم لصلاته و أمره بالمعروف و نهيه عن المنكر هي من نتائج و ثمار تمكين الله سبحانه لعباده في الأرض ، قال تعالى ( الذين إن مكّنّاهم في الأرض أقاموا الصّلاة و آتوا الزكاة و أمروا بالمعروف و نهوا عن المنكر ) .
المسلم حين تتكون لديه العقلية الاسلامية و النفسية الاسلامية يصبح مؤهلاً للجندية و القيادة في آن واحد ، جامعاً بين الرحمة و الشدة ، و الزهد و النعيم ، يفهم الحياة فهماً صحيحاً ، فيستولي على الحياة الدنيا بحقها و ينال الآخرة بالسعي لها. و لذا لا تغلب عليه صفة من صفات عباد الدنيا.

فالخليفة إذن مأمورٌ بتطبيق شرع الله سبحانه و إقامة حدوده في الأرض ، فقد قال الله سبحانه و تعالى مخاطبا نبيّه داود عليه السّلام ( يا داود إنّا جعلناك خليفةً في الارض ، فاحكم بين النّاس بالحقّ و لا تتّبع الهوى فيضلّك عن سبيل الله ، إنّ الذين يضلّون عن سبيل لهم عذابٌ شديدٌ بما نسوا يوم الحساب ) ، و يستنبط من هذه الآية الكريمة مهمّات الخليفة المسلم ، حيث الحكم بكتاب الله سبحانه ، و الحكم بالعدل بين النّاس ، و حراسة الشّريعة و الأخلاق التي جاء بها ديننا منهاجاً شاملاً يحقّق السّعادة للبشريّة جمعاء . فاين نحن من ذلك؟

فاين نحن من ذلك؟

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.