رحلتي الى ماليزيا

تلقيتُ دعوةً من أسرة ماليزية صديقة لحضور احتفال “الختمة الأولى” لابنتهم، فأردت أن أشارك معكم معلومةً سريعة عن هذه العادة لعل أحدًا يفيد منها …

الختمة الأولى هي عادة ماليزية مستمرة منذ القدم، فبمجرد أن يصل الطفل إلى مرحلة القدرة على الكلام يبدأ أهله مباشرة في تعليمه كيفية قراءة القرآن الكريم، فيعلمونه نطق الحروف العربية والحركات حسب رسمها في المصحف …

فإذا أتقن الطفل ذلك بدؤوا مباشرة معه في ختمة قرآنية يقرأ فيها الطفل القرآن كاملا من سورة الفاتحة حتى يصل إلى الناس أمام معلمٍ يصحح له، ويسمون تلك الختمة بالختمة الأولى، ويعتقدون أنها تمنح البركة في حياة الطفل مستقبلا، وفي يوم الختم تقيم الأسرة احتفالا كبيرًا وتدعو الأقارب والأصدقاء وبعض الضيوف ليشهدوا على نهاية الختمة الأولى لطفلهم …

يتنافس الأطفال في أي سن سينتهون من ختم القرآن لأول مرة في حياتهم، فمثلا هذه الأسرة التي ذكرتها في بداية كلامي، قال لي الأب: أرجو أن تشجع ابنتي ببعض الكلمات فهي محرجة لأنها الآن في سن العاشرة بينما انتهى معظم أصدقاؤها من ختمتهم الأولى ما بين الثامنة والتاسعة …

السر الذي يتساءل عنه كثير من العرب خاصة ممن زاروا ماليزيا، كيف يتمكن هؤلاء من قراءة القرآن وهم لا يعرفون العربية ؟ كيف يمكنهم القراءة في المصحف ولكنك إن كلمتهم بالعربية لا يفهمونك ؟! السر في الختمة الأولى …

ويسمونها الختمة الأولى لأن كل طفل يواصل بعدها ختمات أخرى وأغلبهم يسجل كل ذلك عنده في دفتره الخاص الذي يظل معه مدى الحياة، وأذكر أنني سألت مرة رجلا ماليزيا في سبعينيات عمره كم مرة ختمت القرآن فأحضر دفتره وأخبرني كم مرة فعلها وفي أي سن وأي تاريخ ومتى كان احتفال الختمة الأولى.

عادة جميلة وطيبة لعلنا نطبقها مع أطفالنا بل حتى مع أنفسنا من الآن فصاعدًا.

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.