يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون

“يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون”
ليست مجرد حكاية قول، وإنما هي تجسيد لحالة شريحة من القوم حين تخطف أبصارَهم بوارقُ القوة المادية، وحين تأتي الموجة المالية فتغرق ما تبقى من غرس الإيمان في أرواحهم، فينسوا الآخرة، وتمتد أعناقهم لمتاع الدنيا الزائل.

هذه العبارة تتكرر كثيراً، على مدى الأزمان والأحقاب، إنها حالة تتكرر وليست حكاية بائدة، فللمال سلطان على النفس، يسوقها في دروب التيه والبعد عن الله تعالى؛ إذا لم تفطن هذه النفس لما هي مُقْدِمة عليه، وإذا لم تُراجع أمر الله تعالى فيها. وحين يفقد القومُ البوصلةَ المالية الشرعية؛ فإنهم – ولا شك – سيسلكون تلك الدروب، إما إفراطاً وإما تفريطاً.

من الحقائق التي يكررها القرآن الكريم «بشرية المؤمنين»، إنها تعني خضوعهم لسلطان المشاعر والعواطف والوجدان.. خضوع لا يعصمهم من غوائله إلا هداية النص الرباني أو إلجام العقل الراشد. ومما أودعه الله تعالى في النفوس حب المال والتشوف إليه والرغبة في امتلاكه والاستكثار منه والخوف عليه من الفقد والنقص

‏‏‏قال أصحاب قارون: ” يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون” ثم عندما نزل به الخسف قالوا: “لولا أن مَنّ اللهُ علينا لخسف بنا” لا تحزن على عدم استجابة الله لك في أمرٍ قد يضرك مستقبلاً وانت لا تعلمه فخيرة الله دوماً أفضل من آمانينا.

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.