نساء الأمة الإسلامية

بقلم محمود صقر

حين تسمع للعالم محمد الحسن ولد الددو الشنقيطي وهو يقول أنّ كتبا كثيرة في مكتبتهم نسختها جدّته بخطّ يدها لتختصر على الأبناء وطلاب العلم شراء الكتاب أو تريحهم من عناء الكتابة على اللوح ، وأن أحد هذه الكتب يساوي سبع مجلّدات كبار وما تزال عنده إلى اليوم!

حين تستمع لهذا تتعجّب كيف أنّ الجدات عندهم في صحراء بلاد شنقيط “موريتانيا” في القرن الماضي كنّ يقرأن ويكتبن ويفهمن ويعلّمن أولادهنّ العلوم العربية والشرعية ، ونحن نظنّ أننا أكثر تحضّرًا وعلمًا غير متخلفين، نعم نحن أكثر حضارة تكنولوجية وتغربًا ولكن أكثر جهلًا وأقل دينًا.!

أين دور المرأة عندنا في تعليم أطفالها؟ يجيبك الددو: كل شيوخي في الطفولة هنّ نساء، أمي وعمة أمي وعمّتي، أخذ مبادئ العلوم كلّها من أفواه النساء المربيات!
ثم بعدما شبّ وحفظ القرآن وهو ابن 7 سنوات ، أخذ رواية ورش عن أبيه بسنده ..
أما حين تسمع الددو يقول أنه لا يزال يذكر في صباه وهو ابن 6 سنوات أن أمّه قالت له أعرب : “شجاكَ أظنّ ربع الظاعنين” . فقالَ: شجاك، فعل ماضٍ فاعله مستتر ومفعوله الكاف. فضحكن منه أخواته لأنّ شجاك ههنا تكون مصدرًا مضافًا وإن جاز أن تكون شجاك فعل لأول وهلة. فيقول الددو: ولا أزال أذكر بكائي من سخريتهنّ يومئذ !

حين يقول هذا ، لا شكّ أنك تمسك دمعك أن يتحدّر حزنًا على الجهل المهيمن على شبابنا في اللغة العربية والعلوم الدينية والتغريب المسيطر على الأمهات اليوم فلا يكدن يعلمهن أولادهن إلا “ثانك يو” و”إكسيكيوزمي” ، ولا يتهممن ويغتممن إلا بالموضات وفواتها والمسلسلات وقنواتها والطشات وصديقاتها ..

والله المستعان..

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.