همسة تاريخية للاعتبار

رفض السلطان عبد الحميد الثاني عام 1905م تعيين ( الشريف حسين ) شريفاً لمكة ، وقال: إني راض بتعيينه أميراً على مكة إذا اكتفى هو بذلك، لكنى اعتقد أنه لن يكتفي بالإمارة فحسب، بل سيطمع لأكثر من ذلك، ويهدد عرشنا يوماً ما …
وقد حدث ما توقعه السلطان عبدالحميد رحمه الله بالفعل
ولم يفهم الشريف حسين أن البقاء تحت سلطان الخلافة العثمانية أشرف له من الإنجليز ، ولكن اخطاءه أهلكته، وتسببت في هلاك من بعده.
فقد كان الإنجليزي مكماهون يخاطب “الشريف” بألفاظ التعظيم، ليخدعه أكثر، فراسله في 10 مارس 1916 قائلا: “إلى ساحة ذلك المقام الرفيع ذي الحسب الطاهر والنسب الفاخر، قبلة الإسلام والمسلمين، معدن الشرف وطيب المحتد، سلالة مهبط الوحي المحمدي الشريف ابن الشريف، صاحب الدولة السيد الشريف حسين بن علي، أمير مكة المعظم، زاده الله رفعة وعلاء”. فوقع الشريف حسين في فخهم واستجاب الشريف للإغراءات، وأعلن الثورة على العثمانيين في 10 يونيو 1916، ما أسعد مكماهون، الذي أرسل إلى وزارة الخارجية في لندن في 14 أغسطس 1916 قائلا: “إن لدينا فرصة فريدة قد لا تسنح مرة أخرى في أن نؤمّن بواسطة الشريف نفوذا مهما على الرأي العام الإسلامي والسياسة الإسلامية، وربما نوعا من السيطرة عليهما”.

فأمدت بريطانيا الشريف بالمال والسلاح، حيث أعطته 71 ألف بندقية وأكثر من أربعين مليون طلقة..
وقد بلغ حجم الدعم الذي قدمته بريطانيا – كما يقول ستورز في مذكراته – أحد عشر مليون جنيه إسترليني.

ولكن الثورة العربية التي كان الحسين يأمل في حدوثها لم تحدث إطلاقاً، فلم تنضم إليه أي وحدات عربية في الجيش العثماني، ولا انضم إليه وإلى الحلفاء أي شخصيات سياسية أو عسكرية من الدولة العثمانية، وبقيت قواته مؤلفة من بضعة آلاف من رجال القبائل غير المدربين الذين يحصلون على دعم مالي من بريطانيا، والعدد الضئيل من الضباط غير الحجازيين الذين انضموا إلى جيشه كانوا إما أسرى حرب أو منفيين سبق أن عاشوا في أراض خاضعة للحكم الإنجليزي.

نعم لقد خدعه الإنجليز بقولهم: اخرج على الدولة العثمانية، وأثاروا فيه النزعة العرقية العربية، و بعدما حقق لهم ما ارادوا رموه في قبرص، وأوقفت سفارة إنجلترا في قبرص معاشه، فكان يذهب إلى البقال لياخذ حاجاته بالسلف، ومات وحيدا في قبرص.
اليوم يفعلون الشيء نفسه، مع الأكراد و الأمازيغ، ولو قرؤوا التاريخ لفهموا أن من يصدق اليهود والنصارى هو أغبى الأغبياء…

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.