خلق الإسلام الحياء

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لكل دين خلق، وخلق الإسلام الحياء}. رواه الإمام مالك في الموطأ.

وهذا الحديث شرحه الباجي في المنتقي بقوله: قوله صلى الله عليه وسلم: لكل دين خلق. يريد سجية شرعت فيه، وخص أهل ذلك الدين بها، وكانت من جملة أعمالهم التي يثابون عليها، ويحتمل أن يريد سجية تشمل أهل ذلك الدين، أو أكثرهم، أو تشمل أهل الصلاح منهم، وتزيد بزيادة الصلاح، وتقل بقلته، وإن خلق الإسلام الحياء، والحياء يختص بأهل الإسلام على أحد وجهين، أو عليهما، والمراد به -والله أعلم-: الحياء فيما شرع الحياء فيه، فأما حياء يؤدي إلى ترك تعلم العلم، فليس بمشروع. قالت عائشة -رضي الله عنها-: نعم النساء، نساء الأنصار، لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين. وقالت أم سليم: يا رسول الله إن الله لا يستحي من الحق: هل على المرأة من غسل إذا احتلمت؟ قال: نعم، إذا رأت الماء.

وفي الزرقاني على الموطأ: يعني: الغالب على أهل كل دين سجية سوى الحياء، والغالب على أهل الإسلام الحياء; لأنه متمم لمكارم الأخلاق التي بعث صلى الله عليه وسلم لإتمامها، ولما كان الإسلام أشرف الأديان، أعطاه الله أسنى الأخلاق وأشرفها.

‏‏الحياء خلق يبعث على فعل الجميل وترك القبيح هو من صفات النفس المحمودة.. وهو رأس مكارم الأخلاق، وزينة الإيمان، وشعار الإسلام؛ فكما جاء في الحديث (إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا، وَخُلُقُ الْإِسْلَامِ الْحَيَاءُ ).

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.