بعد مشادة عنيفة.. كيف تجعلين زوجك يبدأ الحديث معك مرة أخرى

المصدر : الجزيرة,مواقع إلكترونية

إذا كان موقفك سيئا، ولا توجد لديك حجج كافية للدفاع عن نفسك بعد مشادة عنيفة مع زوجك، والآن أنت تحدقين في السقف متسائلة: كيف أجعله يتحدث معي مرة أخرى؟ هل أبدأ أنا الكلام معه أم أنتظره حتى يهدأ؟ وماذا أقول له؟

تقدم الكاتبة سيلفيا سميث في مجموعة مقالاتها على موقع “زواج.كوم” إجابة لهذه الأسئلة، مؤكدة أربع نصائح لا يمكن التخلي عنها لبدء الحديث من جديد مع الزوج بعد عراك حاد.

طريقة الاعتذار القديمة
هناك قاعدة مشتركة يعرفها الجميع حول كيفية التعويض عن الطرف الآخر بعد العراك، وهي الطريقة القديمة نفسها “الاعتذار والتودد وتلطيف الأجواء”.

قد يبدو الأمر بسيطا، ولكنه بطريقة ما قد يصعب على البعض القيام به، ويقوم به آخرون بكثرة وبشكل روتيني مما يفقد الاعتذار هيبته والاستفادة المرجوة منه، وهي تطييب خاطر الطرف الآخر.

كما أنه توجد شروط للاعتذار، وهي أن يكون صادقا، وأن تكون المودة حقيقية، فيشعر الطرف الآخر بأنها آتية من مكان عميق في القلب، وناتجة بالتأكيد عن حبك له.

معظم الرجال منطقيون وعقلانيون، لذا حاولي تجنب الكثير من الكلام الغامض عن مشاعرك وتفانيك. كوني دقيقة بشأن ما ارتكبت من خطأ، وما تتوقعين حدوثه في المستقبل بشأن ذلك الموضوع، وخلاف ذلك قد يجعله أكثر غضبا.
التكنولوجيا وسيلتك للتودد
في كل المرات التي تغضبين فيها زوجك قد ترغبين في كتابة رسالة نصية تعتذرين فيها أو تتقربين منه من خلال الكلمات. ولأن النص هو الأداة التي تمنحنا الوقت لمراجعة ما نكتبه، كما أنها تمنح الطرف الآخر الوقت لعدم الرد بشكل متسرع، لذا يميل الجميع إلى استخدامه.

نستطيع القول إن الجميع اعتاد هذه الطريقة بشكل ما، ومع ذلك يجب أن تحذري تكرار استخدامها، لأنها قد تضر أكثر مما تنفع. وهناك قواعد وفقا لسيلفيا سميث يجب اتباعها أثناء كتابة رسالة نصية إلى زوجك بعد مشادة أو بعد عراك، وهي:

أولاً- كما هي الحال مع المحادثة المباشرة، افتتحي رسالتك باعتذار صادق، واشرحي سبب رد فعلك ووصولك لهذه المرحلة التي أغضبت فيها زوجك، لكن تجنبي الحديث المزعج والتافه، ولا تصرخي أو تقسمي أبدا لتبرير موقفك.

ثانيا- أثناء كتابة الرسالة لا تواصلي المعركة، فقط عبري عن نفسك، واقترحي بعض الحلول، خاصة الحلول الوسط التي ترضيكما، وأخيرا اطلبي مقابلته من أجل استكمال الحوار ومناقشة الحلول.

مساحة للتنفس
يتفاعل الرجال عادة مع المشادات الزوجية من خلال الانسحاب عاطفيا وجسديا وتجاهلك كليا. وهذه شكوى شائعة بين النساء، وفي حال كنت تودين استعادة زوجك مرة أخرى، قد يكون عليك منحه مساحته الخاصة وبعض الوقت.

يحتاج الرجال فترة من الوقت للتفكير في الأمور، كما أنهم لا يجيدون المحادثات التي لا نهاية لها حول قضية ما تخص مشاعرهم، على سبيل المثال.

قد يشعر الزوج بأنه ليس مرتاحا للحديث في الموضوع الذي بدأت الحديث فيه، لذلك إذا لم يكن زوجك يريد الكلام في الوقت الحالي، فقد يكون ذلك أمرا جيدا.

إنه يحتاج إلى وقت لترتيب أفكاره وعواطفه، فهو لن يكون سعيدا أو راضيا بإلحاحك حول ضرورة الانتهاء من مناقشة الموضوع في الوقت الحالي؛ لذا امنحيه المساحة التي يحتاجها، وتأكدي أن هذه المساحة ستجعله يشتاق إليك أكثر.

عادة، يخوض الناس معارك لأنهم يعتقدون أنهم على حق، وإذا كنت تتساءلين الآن بعد العراك: كيف تجعلين زوجك يدرك أنه ارتكب خطأ؟ رجاء توقفي فورا، بعد العراك إن كنت تريدين زوجك أن يعاود الحديث معك، وعليك التخلي عن الحاجة لجعله يعترف بأنه كان مخطئا.

بدل ذلك، خذي الأمور على مهل، ولا تدفعيه إلى أي شيء، ولا تسألي عما إذا كان لا يزال غاضبا، ودعي الوقت وحده يقوم بدوره لتهدئة جميع الأطراف.

دعيه يواجه نفسه بنفسه ليرى الأمور من دون ضغط متواصل منك، وبعد فترة يمكنك إجراء محادثة صحية حول السبب وراء العراك ومناقشة وجهات نظرك الجديدة حول الموضوع، إذا كنت تعتقدين أن هذا الأمر مهم ومناسب.

نصائح لتواصل فعال
تنصح الكاتبة شمية ديريك -المستشارة في العلاقات الزوجية- في مقالها “كيف تظل على تواصل صحي فعال بعد مشادة عنيفة مع زوجك؟” المنشور على موقع “زواج.كوم” قائلة:

• بعد العراك لا تختف فجأة من دون سابق إنذار إذا كنت بحاجة إلى بعض الهواء، يمكنك ذلك، ولكن اترك رسالة لشريكة حياتك تخبرها بذلك، وقدر الوقت الذي تحتاج إليه حتى موعد رجوعك. قد يكون ذلك هو آخر شيء تريد القيام به بعد عراك، ولكنه سيقلل القلق والإحباط، بالإضافة إلى النتائج السلبية المحتملة للسلوكيات الاندفاعية في وقت لاحق.
• تجنب التواصل تماما بعد العراك، فذلك يخلق مزيدا من التوتر، قد يكون من المفيد أن يكون هناك اتفاق مسبق ومفصل بينك وبين زوجك حول الكيفية التي تتصرف بها عادة وقت المشادات، كأنك تفضل الصمت، أو أنك تفضل الخروج من المنزل على أن تعود لاحقا، أو أنك تفضل الحديث مع صديق لتهدئتك.
• عدم الرد على الاتصالات يصيب الشخص الآخر بالغضب، وإذا كنت لا تستطيعين مواصلة التواصل اللفظي، يمكنك استخدام الطرق البديلة كالرسائل النصية، على سبيل المثال، وتطلبين منه منحك بعض الوقت.
• بعض المشادات تكون عنيفة، وقد تتطلب مزيدا من الوقت ليتعافى الطرفان، ولكن بصفة عامة، لا يجب أن ينعدم التواصل بين الزوجين أكثر من دقائق أو ساعات.