( ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد )
قال أبو جعفر : يقول : ثم يجيء من بعد السنين السبع التي تزرعون فيها دأبا ، سنون سبع شداد ، يقول : جدوب قحطة ( يأكلن ما قدمتم لهن ) ، يقول : يؤكل فيهن ما قدمتم في إعداد ما أعددتم لهن في السنين السبعة الخصبة من الطعام والأقوات .
وقال جل ثناؤه : ( يأكلن ) ، فوصف السنين بأنهن ( يأكلهن ) ، وإنما المعنى : أن أهل تلك الناحية يأكلون فيهن ، كما قيل : نهارك يا مغرور سهو وغفلة وليلك نوم والردى لك لازم
فوصف النهار بالسهو والغفلة ، والليل بالنوم ، وإنما يسهى في هذا ويغفل فيه ، وينام في هذا ، لمعرفة المخاطبين بمعناه والمراد منه .
( إلا قليلا مما تحصنون ) ، يقول : إلا يسيرا مما تحرزونه .
والإحصان : التصيير في الحصن ، وإنما المراد منه الإحراز .
ما يستفاد
لا يُخوِّفونك بالسنين الشداد ..!
فقد جاءت بيوسف عليه السلام
إلى خزائن الأرض ، وحملت إليه إخوته بإذن الله ..
رُبَّ شديدة … تُفتح لك فيها خزائن رحمة ربك …
أحسن الظن بالله، وتوكل عليه ..فليس كل ما ضد مصلحة الآخرين سيكون ضدك!