حملة “جاوبوهم صح” في غزة.. هل يحرجك سؤال طفلك؟

من أين جئت؟ ولماذا لا نرى الله وأين هو؟ وكيف ولدت؟ ولماذا الصلاة؟ تلك الأسئلة وغيرها يوجهها الأطفال لأمهاتهم وآبائهم ولكنهم يجدون أنفسهم عاجزين عن الرد عليها، وجلهم يحاول الهروب من الرد، وآخرون يقدمون أجوبة غير مقنعة، أو لا يجيبون عنها في بعض الأحيان فيعاود الطفل طرح الأسئلة مرة أخرى.

ويزيد عدم تلقي الأطفال إجابات صحيحة من فضولهم لمعرفة الأشياء المجهولة حولهم، لذلك أطلق عدد من طالبات كلية الإعلام بجامعة الأقصى في قطاع غزة حملة مجتمعية لتكون حلقة وصل بين المختصين الاجتماعيين والدعاة من جهة وبين الأهالي من جهة أخرى لتوعية الآباء والأمهات بالطرق المثلى للإجابة عن أسئلة أطفالهم المحرجة في موضوعات الجنس والدين.

نصائح وإرشادات
في حملة “جاوبوهم صح” يتم تقديم النصائح والإرشادات للأهالي بكيفية التعامل مع أطفالهم من خلال حلقات مصورة وأخرى مسموعة، ويتم نشرها عبر الصفحة الخاصة بالحملة عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.

وتقول إحدى القائمات على الحملة الطالبة آمنة أبو حطب في حديثها للجزيرة نت “لما لاحظنا عدم تجاوب الأهالي مع أسئلة أطفالهم المتعقلة بالدين والجنس والأمور الأخرى أردنا إيجاد حل لهذه المشكلة فأطلقنا الحملة لزيادة التوعية المجتمعية لدى الأهالي”.

وتضيف أن هذه الحملة تربوية توعوية للأهالي للحرص على إجابة أطفالهم وضمان عدم تشتت أفكارهم “واستخدمنا في الحملة وسائل التواصل الاجتماعي وتم تدشين صفحة للغرض”.

 آمنة أبو حطب إحدى القائمات على الحملة (الجزيرة)

رواج.. استحسان
تضيف الطالبة أن الحملة لاقت الحملة استحسانا كبيرا من أولياء الأمور سواء عبر البرامج الإذاعية أو الأعمال المرئية أو مداخلات النشطاء والمؤثرين التي انتشرت عبر مواقع التواصل، وأنه أصبح لديهم فضول لمعرفة مواعيد ومواضيع الأعمال الجديدة للاستفادة منها.

وتكشف أن القائمات على الحملة أعددن لقاءات مسموعة ومرئية مع مختصين في التربية أو الإعلام التربوي أو دعاة ومختصين نفسيين واجتماعيين لتقديم النصائح للأهالي بكيفية التعامل مع أطفالهم وكيفية إجاباتهم عن أسئلتهم المختلفة وتوعيتهم بالآثار المترتبة على عدم تقديم الإجابات الصحيحة.

وقد تفاعل معهم الأهالي -تقول الطالبة- على حسابات مواقع التواصل وعبر التغريد على وسم #جاوبوهم صح# وقد لاقت الحملة رواجاً كبيراً من كافة أنحاء العالم وتلقوا أعمالاً ودعماً من شخصيات عالمية ومشهورة من الداخل المحتل والدول الأميركية والأوروبية ودول عربية.

التعامل اجتماعياً
يرى أستاذ علم النفس بجامعة الأقصى د. درداح الشاعر ضرورة توعية المجتمع بكيفية التعامل مع الأطفال، والإجابة عن أسئلتهم المحرجة المتعلقة بالأمور الدنيوية والوجود والجنس، ووصف حملة “جاوبوهم صح” بأنها على المسار الصحيح وعززت الجانب الإرشادي والتوعوي لتغيير طريقة التعامل مع الأطفال.

ويقول في حديثه للجزيرة نت “استخدام وسائل التواصل طريقة جديدة للإرشاد والتوعية، ومن خلالها يتم الوصول إلى أكبر شريحة من المواطنين بكل سهولة كونها الطريقة الأكثر انتشاراً ومواكبة للتطور التكنولوجي، ويكون التفاعل من خلالها سريعاً على خلاف الطرق التقليدية”.

ويشدد على ضرورة أن يجد الطفل إجابة عن أسئلته من قبِل الآباء والأمهات مهما كان السؤال محرجاً، ويقول إن هناك الكثير ممن يتهرب من الإجابة عن أسئلة أطفالهم خشية الإحراج واصفا هذا السلوك بأنه خاطئ وأن الطفل في حال عدم تلقيه إجابة صحيحة يلجأ لآخرين يحتمل أن يجيبوه بطريقة مختلفة تلحق به الضرر.

ويلفت لضرورة إجابة الأطفال بمنتهى الصراحة، وأن تكون متناسبة أعمارهم دون الخوض في تفاصيل معمقة لإيصال المعلومة، وأنه مع تطور المراحل العمرية يكتسبون معلومات أدق حول الموضوع الذي سألوا عنه.

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.