معركة الوعي

من بين بنود نظرية “الغزو التاريخي” التي فصّلناها في بداية كتاب مائة من عظماء أمة الاسلام، بندٌ يُسمى:
قتل الشخصية“، هذا البند ينص على تحويل البطل أو الرمز إلى عدم، وفي أحسن الظروف إلى سراب ! فيقوم بذلك غزاة التاريخ بعملية تشويه منظّمة مستمرة، يتحول في نهايتها البطل إلى جبان، والمناضل إلى خائن، والعالم إلى مجنون، بحيث لا تكون الشخصية نفسها هي الهدف الرئيسي من هذه العملية الخبيثة، بل يكون فيها الهدف الأول والرئيسي هو: أنا وأنت!

ليسقط بعد ذلك مفهوم القدوة في أعيننا، فلا نجد بطلأ تاريخيا نستلهم منه سُبل النصر والتمكين، وبالتالي لا يكون أمامنا في نهاية بحثنا اليائس عن البطل المنشود إلاّ أن نسلم أننا أمة بلا تاريخ، وفي بعض الأحيان أمة بتاريخ قذر! فنصغر في أعيننا شيئا فشيئًا، حتى نتلاشى تدريجيا، فنتحول في نهاية المطاف إلى ذكرى منسية في التاريخ!”

“إن أمتك المسلمة تترقب منك جذبة (عُمَرِيَّة) توقد في قلبها مصباح الهمة في ديجور هذه الغفلة المدلهمة، وتنتظر منك صيحة (أيوبية) تغرس بذرة الأمل، في بيداء اليأس، وعلى قدر المئونة؛ تأتي من الله المعونة، فاستعن بالله ولا تعجز .”
“لا وعي بدون ربانية، ولا ربانية بدون وعي”؛ غياب الربانية يؤدي بالمسلم إلى الفلسفة والجدل والقول بلا عمل، والكلام في كل شيء، وخلط الأولويات، وتبرير الأخطاء والشذوذ، وتقحّم المعاصي في الحدود والشبهات، والقعود على قارعة طريق العمل للانشغال بنقد العاملين، وكشف عوراتهم والسخرية منهم ومن ما يشتغلون به.

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.