ان لم تستطع الأولى فعليك بالثانية

((قُلْ لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ))

التفسير: أي يا محمد قل لأتباعك المؤمنين يكفوا أبصارهم عن النظر إلى الأجنبيات من غير المحارم ((وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ)) أي يصونوا فروجهم عن الزنا وعن الإِبداء والكشف.

((وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ)) أي وقل أيضاً للمؤمنات يكففن أبصارهن عن النظر إلى ما لا يحل لهن النظر إليه، ويحفظن فروجهن عن الزنا وعن كشف العورات.

قال المفسرون: أكد تعالى الأمر للمؤمنات بغض البصر وحفظ الفروج، وزادهن في التكليف على الرجال بالنهي عن إبداء الزينة إلا للمحارم والأقرباء فقال ((وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا)) أي ولا يكشفن زينتهن للأجانب إلا ما ظهر منها بدون قصدٍ وما لا يمكن إخفاؤه.

قال ابن عباس: وجهها وكفيها والخاتم. وقال عبد الله بن مسعود: الزينة زينتان، فزينة لا يراها إلاّ الزوج: الخاتم والسوار، وزينة يراها الأجانب، وهي الظاهر من الثياب. ((وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ)) أي وليلقين الخمار وهو غطاء الرأس على صدورهن لئلا يبدو شيء من النحر والصدر، وفي لفظ الضرب مبالغة في الصيانة والتستر.

{قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم}

فمن ابتلي بمخالفة أول الآية فليبادر إلى العمل بآخر الآية التي تليها {وتوبوا إلى الله} .

{ والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون (135) }

لا تمل من التوبة ..حتى وإن تكرر الذنب ..!أليس من يغفر الذنوبُ هو الله ….

قـال الإمـام ابن القيم رحمه الله :

( ولهـذا كان غض البصر عن المحارم يوجب ثلاث فوائـد، عظيمة الخطر، جليلة الـقدر : حـلاوة الإيمان ولذته, نور القلب، وصحة فراسته, قوة القلب، وثباته، وشجاعته ) . [ إغاثـة اللهفـان (١/٧٦)]

عن مجاهد رحمه الله قال : غضُّ البصر عن محارم الله يورثُ حبَّ الله . [مجموع الفتاوى ]

‏كان سفيان الثوري يقول : لئِنْ غلبني الشيطان بالأمس !! لأقصمنّ ظَهرَه اليوم بتوبتي وحُسن عبادتي .

قال بعض الصالحين :
إذا دعتك نفسك إلى معصية فحاورها حواراً لطيفاً بهذه الآية :
﴿قل أذلك خيرٌ أم جنّة الخُلد التي وُعِد المتقون﴾.

قال التابعي الجليل شريح القاضي رحمه الله : ” ليأتين على الناس زمان يعيّر المؤمن بإيمانه كما يعيّر اليوم الفاجر بفجوره. [رواه نعيم في الفتن]

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.