القارئ المتدبر: إن الانسان لفي خسر

بقلم سفيان أبو زيد

(والعصر إن الانسان لفي خسر) شبيهة بقوله تعالى (فما ربحت تجارتهم) ووجه الشبه

ان حالة استواء الطرفين (لا ربح ولا خسارة) في التجارة مع الله هي في الحقيقة خسر وخسارة…لان الربح متاح لكل من آمن وعمل صالحا وتواصى بالخير…

لماذا عبر القرآن في سورة العصر بالخسر ولم يقل ان الانسان لفي خسار او خسران رغم انهما أمعن في معنى الخسارة؟

لان الخسر يطلق على مطلق الخسارة صغيرة كانت او كبيرة فالنظر فيها يركز على مفردات الخسارة والربح بخلاف الخسار والخسران

والرسالة القرآنية من خلال هذا التعبير تريد ان تقول لقارئها بأن فقدان الايمان والعمل الصالح والتواصي بالخير هو خسارة مطلقة مستقصية لكل مفردات الخسارة وان تظاهرت في سراب الطريق ملامح ربح لفاقدها.

وأن ايجادها والعمل بها هو ربح مطلق مستقص لكل مفردات الربح…وان تراءت في الظاهر ملامح خسارة لواجدها ومحققها.

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.