أحوال تركية مايو – يونيو2021 :محور الخليج

ربما تكون العلاقات التركية-الخليجية هي الأهدأ خلال الأسابيع الماضية، حيث لم يحدث تطور لافت في مسار العلاقات المضطربة مع السعودية، والمتأزمة مع الإمارات. ولم تصدر تصريحات من مسؤولين في الطرفين حول حلحلة الملفات الخلافية، إلا تصريح واحد للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، دعا فيه إلى علاقة شراكة بين بلاده وكل من مصر ودول الخليج العربية، بحيث تنطوي على “ربح متبادل”.

لكن في العموم، كانت هناك بعض الأحداث التي لها علاقة بالدولة التركية وارتبط بها اسم الإمارات على وجه الخصوص بشكل سلبي. ومن ناحية أخرى، زار وفد برلماني تركي الدوحة في إطار التعاون المستمر بين البلدين، كما وقعت تركيا مع سلطنة عمان اتفاقية تجارية.

محاكمة الجاسوس الإماراتي

شهدت قضية المواطن الأردني من أصل فلسطيني “أحمد الأسطل”، المتهم بالتجسس لصالح الإمارات في تركيا، تطورات جديدة، منتصف الشهر الجاري. حيث أقرّ بارتباطه باستخبارات أبوظبي خلال جلسة محاكمته. وقال إن الاستخبارات الإماراتية هي التي تواصلت معه، ولم يتواصل هو معها، وأن الإمارات حددت له معاشًا. وأوضح أن صلته بالاستخبارات الإماراتية استمرت حتى بعد قدومه إلى تركيا، لافتًا إلى لقائه بمسؤول الاستخبارات الإماراتية في إسطنبول، دون علمه بالغاية التي جاء لأجلها الأخير إلى تركيا.

لكنه أكد أنه قطع صلته بالاستخبارات الإماراتية عندما طلبت منه الأخيرة خدمات “قد تشكّل جريمة”، من قبيل التجسس. ومن جانبها، طالبت النيابة التركية بعقوبة السجن المؤبد للأسطل بتهمة “إفشاء معلومات بغرض التجسس السياسي أو العسكري، والتي ينبغي أن تظل سرية من أجل أمن الدولة والمصالح السياسية الداخلية أو الخارجية”.

دعم إماراتي للتنظيمات الانفصالية بمسيّرات

الإشارة الأخرى التي ربما تكون أكثر سلبية في مسار العلاقات التركية-الإماراتية، والتي ربما تعرقل أي احتمالية لتقريب وجهات النظر، هي المعلومات التي نشرتها صحيفة “خبر ترك” التركية من أن منظمة العمال الكردستاني الإرهابية حصلت على طائرات نموذجية مسيرة عبر الإمارات. حيث أوضحت الصحيفة أن “العمال الكردستاني” حصل من الإمارات على “الطائرات النموذجية”، وتم نقلها إلى منطقة السلمانية، وأرسلت لاحقًا إلى منطقة مخمور شمال العراق، وبقيت هناك فترة من الوقت، ليتم جمعها جميعها في منطقتي مخمور، والرقة في شمال شرق سوريا.

ومن الملاحظ بالفعل أن الهجمات التي ينفذها التنظيم الإرهابي الانفصالي مستخدمًا الطائرات المسيرة، قد تنامت بالفعل خلال الفترة الماضية. وفي الحقيقة، فإن مسألة دعم التنظيمات الانفصالية في شمال سوريا والعراق هي من أكثر الموضوعات حساسية لدى الدولة التركية. ولذا، فإنه إن صحت المعلومات حول تسليح الإمارات لتنظيم “بي كا كا”، أو أحد أفرعه، بطائرات مسيرة، فإن مسألة التقارب أو حلحلة الملفات الخلافية بين أنقرة وأبو ظبي ستكون أكثر صعوبة.

سفير جديد لدى الإمارات

وفي سياق العلاقات التركية الإماراتية، تجدر الإشارة إلى أن وزارة الخارجية الإماراتية أعلنت منتصف الشهر الماضي، تسلمها نسخة من أوراق اعتماد السفير التركي المعين لدى الإمارات، توغاي تونسير. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الإماراتية “وام” أن الوكيل المساعد لشؤون المراسم بوزارة الخارجية والتعاون الدولي، علياء المحرزي، تسلمت بالديوان العام للوزارة نسخة من أوراق اعتماد تونسير.

ورغم أن ذلك قد يساعد في بدء حوار جديد، ولو على مستوى دبلوماسي منخفض، لتقريب وجهات النظر بين البلدين؛ إلا أن الأمر يبدو حتى الآن روتينيًا إلى حد بعيد، فلم يتبع هذا التعيين الإعلان عن لقاءات بين السفير الجديد ومسؤولين إماراتيين.

وفد برلماني تركي في قطر

وفي سياق التعاون المتنامي بين أنقرة والدوحة، زار قطر وفد تركي يضم 5 برلمانيين عن الأحزاب الرئيسية، برئاسة رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان التركي، عاكف تشاغتاي كيليتش. وخلال وجود الوفد في الدوحة، التقى “كيليتش” بكل من وزير خارجية قطر محمد بن عبدالرحمن آل ثاني،[43] ورئيس مجلس الشورى القطري أحمد بن عبدالله بن زيد.

كذلك أجرى الوفد زيارة إلى مقر قيادة القوات المشتركة التركية القطرية بالدوحة، وقام الوفد بجولة في استادي “الجنوب” و”الثمامة”، وهما من الاستادات التي ستقام فيها بطولة كأس العالم قطر 2022.

اتفاقية تجارية مع سلطنة عمان

شهد الشهر الماضي كذلك، توقيع اتفاقية بين منطقة “جبزة” الصناعية التركية، والحكومة العمانية، للتعاون واستقطاب استثمارات للمنطقة الاقتصادية الخاصة بمدينة الدقم، غربي السلطنة، بحضور السفيرة التركية بسلطنة عمان عايشة سوزان أوصلوار.

وبموجب الاتفاقية، ستخصص الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة العمانية أرضًا في منطقة الصناعات المتوسطة بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، بحيث تقوم “جبزة” التركية بالترويج لها لدى الشركات العاملة في منطقتها الصناعية.

وكما قلنا في أعداد سابقة من هذا الملف، فإن المصالحة الخليجية مطلع العام الجاري، رفعت الحرج عن الكويت وسلطنة عمان فيما يخص علاقاتهما مع تركيا. وبالتالي، فإن انتهاء الأزمة الخليجية أعطى الدولتين الخليجيتين – ولو بشكل غير مباشر- حرية أكبر للتوسع في التعاون مع أنقرة.

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.