احذر بدع شهر صفر

أخوة العقيدة ٠٠ تتفقون معى على إنَّ أوجبَ الواجبات على العباد معرفةُ توحيد الله – عزَّ وجلَّ – ومعرفةُ ما يناقضه من الشِّرك والخرافات والبدع؛ لأنَّ التوحيد هو القاعدة والأساس في دين الإسلام الذي لا يقبل الله عملاً إلا به، وهو أصلُ الأصول الذي خلقنا لأجله، والأعمال كلها متوقفٌ قَبولُها واعتبارها على تحقيق هذا الأصل العظيم٠٠٠
وإن مما يضاد التوحيد ما يعتقده بعضُ أهل الجاهليَّة وأتباعهم في هذا الزَّمان من اعتقادات وبدع في بعض الأيَّام وبعض الشُّهور من العام، ومن ذلك ما يعتقده بعضُهم في هذا الشهر من العام، ألا وهو شهر صفر الذى سيهل عليكم هلاله بعد إيام قلائل وانتم فى احسن حال إن شاء الله٠٠

اخوتاه ٠٠إنَّ شهر صفر هو أحدُ الشهور الهجريَّة، وقد سُمِّي بهذا الاسم لإصْفَار مكة؛ أي: خُلُوُّها من أهلها إذا سافروا، وقيل: بل سمي بهذا الاسم لأنَّهم كانوا يغزون فيه القبائل، فيتركون من لقوا صِفْرًا من المتاع٠٠٠

– إيما كان سبب التسمية فهذا لا يعنينا كثيراً ولكن ما يعنينا معرفته ان العرب في الجاهلية كان لهم في شهر صفر مُنكران عظيمان٠٠٠

– الأول:
التلاعُب فيه تقديمًا وتأخيرًا؛ حيث كانوا في الأشهر الحُرُم يقدمون ويؤخرون حسب أهوائهم، فإذا أرادوا أن ينتهكوا حُرمة شهر المحرم قدموا شهر صفر، وجعلوه مكانه؛ حتى لا تحول الأزمنة الفاضلة بينهم وبين ما يشتهون.

– أمَّا المنكر الثاني:
الذي يرتكبه العرب في الجاهلية في هذا الشهر، فهو التشاؤم؛ حيث يعتقدون أنَّ شهر صفر شهر حلول المكاره ونزول المصائب، فلا يتزوَّج من أراد الزواج في هذا الشهر؛ لاعتقاده أنه لا يُوفَّق، ومن أراد تجارة، فإنه لا يمضي صفقته في شهر صفر؛ خشية ألا يربح٠

– كان أهل الجاهلية يعتقدون في بعض الشُّهور اعتقادات بااااااطلة بسبب جهلهم وبعدهم عن الهدي النبوي، فما بال فئات من أمَّة محمد – صلَّى الله عليه وسلَّم – تأبى إلاَّ التشبُّه بأهل الجاهلية والحذو حذوهم في بعض بدعهم واعتقاداتهم!؟
– فهناك من يتشاءم من زيارة المرضى في بعض أيام هذا الشهر، وطائفة تمنع إقامة حفلات النِّكاح في هذا الشهر؛ تمسكًا بما عليه أهل الجاهلية من التشاؤم، وفئة ثالثة تجتمع في آخر أربعاء من شهر صفر بين العشائين في المساجد، يتحلقون ويُكتب لهم على أوراقٍ آياتُ السلام السبعة على الأنبياء، كقوله – تعالى -: ﴿ سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ ﴾ [الصافات: 79]… إلخ، ثم توضع تلك الأوراق في أواني، فيشربون ماءها ثم يتهادونها إلى البيوت؛ لاعتقادهم أنَّ هذا الفعل يذهب الشرور والمصائب التي تنزل في هذا الشهر٠٠٠

– كل هذه البدع والخرافات لا شكَّ أنها اعتقادات فاسده، وتشاؤم مذموم، وابتداع قبيح، يَجب أن ينكره كلُّ من يراه على فاعله٠٠٠

▪️ بكل أسف من البدع المنتشرة بين بعض المسلمين او إن شئت فقل المتآسلمين في هذا الشَّهر – وخاصَّة في بعض الأقطار الإسلامية – اعتقاد أن آخر يوم أربعاء من شهر صفر ينزل الله – سبحانه – فيه آلاف البليَّات والكوارث، حتى يكون ذلك اليوم أصعب أيام السنة وأشدها، وعلى من أراد الخلاص من شرور ذلك اليوم أن يصليَ لله – تعالى – أربع ركعات بصفة مُعينة، ثم يختم صلاته بدعاء معين ومنه مثلاً: اللهم اكفني شرَّ هذا اليوم، وما ينزل فيه يا كافي المهمات، ويا دافع البليَّات ٠٠٠

ومما لا شك فيه إن هذه النافلة المذكورة وهذا الدعاء وجميع هذه الخزعبلات لا نعلم لها أصلاً، لا من الكتاب ولا من السنة، ولا حتى فى كتب الأثر ولم يثبت أن أحدًا من سلف هذه الأمة وصالحي خَلَفِها عمل بهذه النافلة، بل هي بدعة مُنكرة٠٠٠

▪️وقد ثبت عن رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – أنه قال: من عمل عملاً ليس عليه أمرنا، فهو رد، وقال أيضًا – عليه الصلاة والسلام -: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ، ومَن نسب هذه الصلاة وما ذكر معها إلى النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – أو إلى أحد من الصحابة – رضي الله عنهم – فقد أعظم الفرية، وعليه من الله ما يستحق من عقوبة الكذَّابين٠٠

شاهد أيضاً

ثورة في الجامعات الأميركية

طلاب جامعة كولومبيا بأميركا يتظاهرون احتجاجًا على حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين في غزة