محمد بن عبد الله ﷺ : زوجٌ لا تُعوَّض

لم يخطر بباله ﷺ يومًا أن يتزوَّج على خديجة رضي الله عنها، حتى إذا استجابت لربِّها، أحوجَ ما يكون صلوات الله وسلامه عليه إلى سكنها وعونها، فكَّر فيمن عسى أن تُخفِّف عنه من شدائد الدعوة وأعبائها، وما نحسبه عليه صلوات الله وسلامه فكَّر فيمن يُعوِّض خديجة، فإنَّ خديجة – كما تدلُّ دلائل أحواله ومقاله – لا عِوَض لها. وإنه صلى الله عليه وسلم لكذلك، إذ جاءته خَولة بنت حكيم، فقالت له: ألا تتزوَّج؟ قال: من؟ قالت: إنْ شئْتَ بكرًا، وإن شئْتَ ثيِّبًا، أما البكر فابنةُ أحبِّ الخلق إليك عائشة، وأما الثيِّب فَسَوْدَةُ بنت زَمْعة، قد آمنَتْ بك واتَّبعتك، قال: اذهبي فاذكريهما عليَّ.
فذهبت إلى سَوْدة فقالت: ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة؟ قالت سودة: وما ذاك؟ قالت: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلني إليك لأخطبك عليه، فَفَرحت سَوْدة بهذه الزِّيجَةِ الكريمة، وأشارت على خَوْلة أن تستأذن أباها، وكان شيخًا كبيرًا، فأَذِنَ من فوره.
 سَوْدة بنت زَمْعَة:
كانت سَوْدة بنت زَمْعَة – وهي قرشيَّةٌ عامريةٌ – تحت ابن عمِّها السَّكران بن عمرو، أسلم معها قديمًا، وهاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية، فلمَّا قَدِما مكة ماتَ زوجها، فكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم خيرَ عوضٍ لها.
 *بيت النبوة الثاني* :
زواجه ﷺ بسودة ثم عائشة رضي الله عنهما :
في السنة العاشرة في شهر شوال بعد الشهر الذي توفيت فيه خديجة رضي الله عنها تزوج بسودة بنت زمعة رضي الله عنها وبعد أعوام وهبت نويتها لعائشة
وفِي شوال من سنة ١١ من النبوة ـ
تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة الصدِّيقة رضي الله عنها، وهي بنت ست سنين، وبنى بها بالمدينة في شوال في السنة الأولى من الهجرة وهي بنت تسع سنين‏ ، وكانت أحب أزواجه صلى الله عليه وسلم إليه ، وأفقه نساء الأمة . لها مناقب جمة وفضائل وافرة .

اللـهم ارزقنا الإخلاص والاتباع
اللـهم ارزقنا شفاعته واحشرنا في زمرته.

شاهد أيضاً

ثورة في الجامعات الأميركية

طلاب جامعة كولومبيا بأميركا يتظاهرون احتجاجًا على حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين في غزة