قصة حقيقية عن رخام الحرمين الشريفين

الذي رزقه الله ومشى على رخام أرضية الحرم يعلم كم هو بارد، حتى في عز الصيف بدرجات حرارة الخليج العالية جداً !!
والرخام هذا عجيب لدرجة أن بعض الناس تعتقد أن فيه نظام تبريد تحت الرخام.

القصة بدأت عندما استلم المهندس المصري محمد كمال إسماعيل رئاسة مشروع توسعة الحرم المكي، وكان يفكر فعلاً أن يعمل تبريد تحت الرخام !
لكنه علم أنه يوجد في الأرض رخام نادر جداً إسمه ( التاسوس ) يعكس الضوء وأشعة الشمس، ويتعامل مع الرطوبة في الليل بنظام، وفي الصباح بنظام ثاني !!
رخام غريب جداً، وليس موجوداً إلا في جبال جزيرة يونانية .

فذهب المهندس محمد كمال إسماعيل لليونان وتعاقد على شراء الكمية الكافية من الرخام الأبيض للحرم المكي .
وكانت الكمية التي اشتراها من الشركة تعادل نصف الكمية الموجودة عندهم تماماً !
فتعاقد معهم وعاد بالرخام الأبيض، وتم فعلاً وضع الرخام في كل أرضية الحرم المكي .

تمر السنوات وبعد خمسة عشر عاماً، تطلب الحكومة السعودية منه وضع نفس نوع الرخام بالضبط في الحرم النبوي بالمدينة المنورة ؟
يقول المهندس محمد كمال : عندما طلب مني مكتب الملك تغطية الحرم النبوي خفت جداً، فلا يوجد على الأرض برحابتها من هذا النوع من الرخام إلا في منطقة صغيرة باليونان، وأنا إشتريت نصف الكمية من عندهم، ولعل الكمية التي تبّقت قد بيعت كلها !!

قال : ذهبت لنفس الشركه باليونان وطلبت مقابلة رئيس مجلس إدارتها، وسألته عن الكمية المتبقية ؟
فقال لي : لقد تم بيعها بعدك مباشرة .
يقول : حزنت كما لم أحزن في حياتي كلها، حتى أني لم أشرب قهوتي وغادرت المكتب، وحجزت على طيارة اليوم التالي للعودة .
وعندما خرجت من مكتب رئيس الشركة وجدت السكرتيرة فسألتها ولا أعلم لماذا : من اشترى الكمية المتبقية ؟
قالت لي : هذا أمر مرّ عليه سنوات طويلة ويصعب الرجوع للمشتري
قلت لها : ما زال أمامي يوم في اليونان أرجوكِ إبحثي وهذا رقم تليفون فندقي، تركت الرقم وذهبت وأنا حزين !!
يقول : بعدما خرجت سألت نفسي : لماذا تريد معرفة من المشتري ؟
قلت لنفسي : ( لعلّ الله يُحدث أمراً )

يقول : في اليوم التالي وقبل ساعات قليلة من ذهابي للمطار، وجدت السكرتيرة تتصل بي وتقول : تعال إلى الشركة فعندنا عنوان المشتري .
ذهبت متباطئاً متسائلاً : وماذا أفعل بعنوان من اشترى ؟!!
كان عندي بعض الساعات المتبقية على السفر، فذهبت مرة أخرى للشركة وقابلت السكرتيرة، فأعطتني عنوان الشركة التي اشترت الرخام .

يقول المهندس : خفق قلبي بشدة عندما وجدت المشتري ( شركة سعودية ) !!
يقول : طرت مباشرة إلى السعودية، ثم من المطار إلى الشركة التي اشترت الرخام، ودخلت على رئيس مجلس إدارتها وسألته : ماذا فعلت بالرخام الذي اشتريته منذ سنوات من اليونان ؟؟
قال : لا أذكر
إتصل بالمخازن وسألهم عن الرخام الأبيض اليوناني ؟
فقالوا له : كل الكمية موجودة كما هي في المخازن !!
يقول المهندس محمد كمال : والله، بكيت بكاءً كالأطفال تماماً !!
فسألني صاحب الشركة : يا أخي، لماذا تبكي ؟!
فحكيت له القصة كاملة
وقلت له : هنا شيك على بياض، إكتب المبلغ الذي تريده ؟

فلما علم صاحب الشركة أن الرخام للحرم النبوي قال لي : والله الذي لا إله إلا هو، لا أخذ ريالاً واحداً ( الرخام كله في سبيل الله )
وإنما أنساني الله سبحانه هذا الرخام في المخازن كل هذه المدة بعد أن جعلني أشتريه، ليكون هنا لهذه المهمة .

وسبحان الله، هذا النوع من الرخام غير موجود لحد الآن في الأرض كلها إلا في الحرمين فقط !!
وقد يكون الله عزّ وجل خلق هذا الجبل مخصوص بالكمية هذه للحرمين فقط، وأن لا يبقى منه فائض لأي مكان ثاني، شيء كأنه مخلوق مخصوصاً للمكان هذا فقط .

فسبحان الله الذي خلق هذا الجبل لأجل هذا الأمر فقط .

رحم الله المهندس محمد كمال إسماعيل وأسكنه فسيح جناته

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.