لماذا خلقنا؟…

خُلقنا في هذه الحياةِ لِنعبدُ الله بقلبٍ وجلٍ، لنزكّي أنفسنا بالصدقات والخيّرات الحسان، لنُشبعَ أرواحنا بالذكّرِ العظيم، لا لنطمسها بأكل الرِبا ومالِ اليتيمِ وسماعِ أهاريج الهوى.

قالَ تعالى: ﴿ ۞ إِنَّ ٱللَّهَ یَأۡمُرُ بِٱلۡعَدۡلِ وَٱلۡإِحۡسَـٰنِ وَإِیتَاۤىِٕ ذِی ٱلۡقُرۡبَىٰ وَیَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَاۤءِ وَٱلۡمُنكَرِ وَٱلۡبَغۡیِۚ یَعِظُكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ ﴾
[النحل : ٩٠]

خُلقنا في هذه الحياة لِنسيرَ على نهج الرسول ﷺ، فنعطفَ على الفقيرِ، ونُطعمَ المسكينِ، ونَكفلَ اليتيمِ، ويُحتَرمُ كبيرُنا ويُرأفَ على صغيرنا، لا لِنجعل قدوتنا المطرب المغني، والممثل الشهير، لا لِنجعل الانتقام نبراسَ حياتنا، والتكبّر شعارنا، وفظاظة قلوبنا رمزُنا المميّز، فَـ نكسرَ بخاطرِ فلانٍ ونبكي عينَ طفلٍ بريء، ونُحرِق قلبَ أمٍ لطيف.

قال الرسول ﷺ ” الإحسانُ أن تعبدَ اللهَ كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يَراك” “[ رواه: الطبراني]

خُلقنا في هذه الحياةِ، لِنُسعد، لنبتهج، لنفرح، لننطمئنَّ، لكن متى..؟

حين نجعلَ قدوتنا خير البريّة محمد ﷺ والذين اتبعوه من بعده همُ الصحابة الكرام، لِنجعلهم هم مركز قدوتنا، لنجعل السيّر على خطاهم هو اله‍دف الأسمى.

قال رسول الله ﷺ: ” قلت: يا رسول الله، من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ فقال: لقد ظننت، يا أبا هريرة، أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك، لما رأيت من حرصك على الحديث، أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله، خالصًا من قبل نفسه” [ رواه: البخاري ]

فَـ الحياة كَـ السراديب حين نتبع شهواتها وملذاتها وتغيرنا فتنها، تجعلنا نعيش في سرداب مكفهر ” سراديب: غرف تحت الأرض/ مكفهر: مظلم”

لكن حينَ نسيرُ على ما أمرنا به اللّٰـه يخرق الله لنا فتحة من جدارها لِتشع نورًا تضيء به قلوبنا، ونعلوا بها سميّا إلى أعلى المراتب.

فَـ اللهم اجعل هذا القلبَ ثابتًا على دينكَ، خاشعًا بذكركَ، ليّنًا بعيقدتك.

نـيـســا_شقيــر

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.