قصة الأنفاق التي قهرت الأمريكان

بقلم أحمد منصور

أسست أنفاق كوتشي الفيئتنامية خلال الأحتلال الفرنسي لفيئتنام وتحديدا عام 1940 وسميت بهذا الأسم نسبة للمنطقة التى أسست فيها حيث كان يستخدمها الثوار آنذاك كمخابيء ووسائل للتنقل بين القري خلال الأحتلال الفرنسي ، لكنها أهملت حتى أسست جبهة التحرير الوطني الفئيتنامية عام 1960 لمقاومة الأحتلال الأمريكي فأعادت بناءها وصيانتها وأضافت لها عشرات الكيلو مترات من الأنفاق الجديدة وكانت هذه الأنفاق العنكبوتية المعقدة بمثابة قري كاملة للحياة تحت الأرض لثوار الفيتكونج فكانت تضم المطابخ وقاعات الأجتماعات ومخازن ترسانات الأسلحة والمستشفيات وأماكن الحياة المختلفة وبلغ طولها أكثر من 200 ميل وقد شاهدت بعض الأفلام الوثائقية عن تلك الأنفاق أظهرت مهارة وهندسة معمارية ربما غير مسبوقة فى تاريخ البشرية لتجربة مقاومة متميزة ، وأظهرت حقيقة تاريخية فى الحروب أن قوة الضعف تستطيع أن تضرب مواطن الضعف فى القوي الكبري إذا تم ابتكار التكتيك والوسيلة التى لا يمكن للعدو أن يقهرها ، وقد برزت براعة الفيئتناميين فى بناء الأنفاق من خلال عدم تشابهها وتشابكها المقعد كما أنهم بنوها حسب أجسامهم هم وليس أجسام الأمريكان الأكبر ، كما أنهم مرروا كثيرا منها تحت القواعد الأمريكية وخدمتهم البيئة المغطاة بالأشجار والغابات علي عمل المخارج وفتحات التهوية .

عمل الفيئتناميون بصمت طيلة خمس سنوات وفي العام 1965 بدأت حرب الأنفاق ضد الأمريكان ، حيث كان الثوار يخرجون من فتحات داخل القواعد الأمريكية أو حولها فتسمع طلقات رصاص فى الليل أو يري وميض ثم يعود السكون وفي الصباح يكتشف الأمريكان مقتل عدد من جنودهم أو اختفائهم عبر مصايد أقامها الفيئتناميون للجنود تحت العشب ومع كثافة الهجمات قام الأمريكان بحرق الغابات بالنابلم وتجريف الأشجار ومع ذلك لم تتوقف العمليات حتى اكتشفوا بالصدفة البحتة عام 1968 أحد الأنفاق فاعتقدوا أنهم قد اكتشفوا السر لكن أصابهم اليأس حينما اكتشفوا أن الأنفاق ضيقة لا تتسع لأجسادهم وأنها ليست مجرد نفق بل أنفاق متشعبة ومتشابكة وليس سوي مصيدة أخري لجنودهم ، قرروا تأسيس فرقة عسكرية خاصة لملاحقة ثوار الأنفاق أطلقوا عليها اسم ” فئران الأنفاق ” لكن فئران الأنفاق كانوا يجدون أنفسهم وسط متاهة ليست سوي مصيدة لهم ، فلا يعرف تركيبة شبكة الأنفاق سوي الثوار أنفسهم ، قرر الأمريكان ضرب المنطقة كلها بقاذفات بي 52 وبقنابل تدمر علي عمق كبير ومع ذلك فشلوا فشلا ذريعا ورغم مقتل أكثر من عشرة آلاف من الثوار داخل الأنفاق خلال سنوات الحرب إلا أنها بقيت إلي اليوم معلما بارزا من معالم سلاح الضعيف في قهر القوي ولازال هناك أكثر من 120 ميل امن الأنفاق يقوم السياح بزيارتها في فيتنام

شاهد أيضاً

ثورة في الجامعات الأميركية

طلاب جامعة كولومبيا بأميركا يتظاهرون احتجاجًا على حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين في غزة