محررة تروي التفاصيل.. ثلاث أسيرات فلسطينيات مضربات عن الطعام يعاقبن وينكل بالأخريات

بيت لحم – تواصل 3 أسيرات فلسطينيات الإضراب عن الطعام منذ الـ17 من الشهر الجاري دعما للأسرى المضربين ضد الإجراءات القمعية التي اتخذتها مصلحة سجون الاحتلال الإسرائيلي بحقهم بعد عملية فرار 6 أسرى من سجن جلبوع من “نفق الحرية” مطلع سبتمبر/أيلول الماضي.

وأعلنت الأسيرات المضربات عن الطعام -وهنّ منى القعدان (50 عاما) من جنين، وشاتيلا أبو عيادة (28 عاما) من كفر قاسم بالداخل الفلسطيني المحتل، وأمل طقاطقة (27 عاما) من بيت لحم- أن إضرابهن جاء أيضا لتحسين حياة الأسيرات في سجن “الدامون” المعتقل فيه قرابة 34 أسيرة فلسطينية.

غرامات مالية
تقول الأسيرة المحررة هيام الرجوب (40 عاما) من مدينة دورا جنوب الخليل والتي أفرج عنها يوم الثلاثاء الماضي، إن الأسيرة المضربة منى القعدان امتنعت كذلك عن تناول الدواء رغم معاناتها من أمراض الضغط والسكري وارتفاع في الكوليسترول.

وردت إدارة سجون الاحتلال على الأسيرات الثلاث المضربات بفرض عقوبات بمنع الزيارة عنهن، وصرف “الكانتينا” وغرامات مالية فرضت عليهن، كان أشدها على الأسيرة شاتيلا أبو عيادة بـ85 ألف شيكل، حسب هيام الرجوب.

وأمضت هيام 50 يوما في الأسر، منها 25 يوما مع الأسيرات في سجن “الدامون”، وتقول للجزيرة نت إنها شاهدت فيها الألم والمعاناة التي لا توصف، قبل الإفراج عنها تحت كفالة حضورها لمحاكم الاحتلال في أي وقت يتم طلبها فيه، رغم أنها زوجة الأسير سليم يوسف الرجوب الذي أمضى قرابة 10 سنوات داخل سجون الاحتلال.

عزل عن العالم الخارجي
عددت هيام الرجوب أبرز ما تعانيه الأسيرات، ومن ذلك أنهن معزولات بشكل شبه كامل عن العالم الخارجي، فلا يوجد إلا بث تلفزيون فلسطين والقناة الإسرائيلية الأولى والثانية، ولكن بشكل متقطع، وكذلك من شبه المستحيل التقاط بث إذاعة فلسطينية يمكن أن تنقل أي أخبار.

علاوة على أن بعض الأسيرات لم يسمح لأهلهن بزيارتهن لأكثر من عامين، والحجة فيروس كورونا، كما أنهن لا يجرين أي مكالمات هاتفية مع عائلاتهن، وهو ما دفع 3 منهن للإضراب لتحسين هذه الأوضاع المعيشية داخل السجن.

استفز دخول الأسيرات في الإضراب عن الطعام إدارة سجون الاحتلال، وفق هيام الرجوب، مما دفعها للتهديد بعزل ممثلة المعتقل الأسيرة فرح باكير، وهو ما ردت الأسيرات عليه بإرجاع وجبة الفطور أول أمس الثلاثاء وإعادة وجبة الغداء والعشاء أمس الأربعاء.

ورفضت إدارة سجون الاحتلال فتح غرفة مغلقة للأسيرات المضربات ليبتعدن عن الأسيرات الأخريات، وهددت الأسيرات بعدم الخروج “للفورة”، وعدم إخلاء الغرف للتفتيش اليومي، والامتناع عن التوجه للعيادات وأخذ العلاجات الطبية.

رسالة للأحرار
حملت الرجوب رسالة من الأسيرات داخل السجون إلى من وصفتهم بأحرار العالم بوجوب تحريرهن، ومطالبة الصليب الأحمر والمؤسسات الدولية بزيارتهن للاطلاع على أوضاعهن المعيشية، فمنهن أمهات لم يلتقين بأبنائهن منذ سنتين، وهناك 4 أسيرات بحالة نفسية سيئة للغاية، حتى إن منهن من هي فاقدة للذاكرة بشكل شبه كامل، ومنهن المريضات والمصابات برصاص الاحتلال.

ومطالبهن بعد دعم الأسرى المضربين هي أيضا اتصال هاتفي ولو مرة في الأسبوع بأهاليهن، ويناشدن المقاومة الفلسطينية التعجيل بصفقة تبيض السجون منهن لأن أوضاعهن مبكية ومؤلمة.

استفراد بالأسيرات
ويرى المتحدث باسم هيئة شؤون الأسرى والمحررين حسن عبد ربه أن إضراب الأسيرة الفلسطينية أقسى وأصعب من الأسير، ويسهل التنكيل بها.

ويعدد عبد ربه للجزيرة نت أسباب ذلك بالقول إن عدد الأسيرات محدود، وبالتالي الاستفراد بهن سهل من قبل إدارة سجون الاحتلال، كما أن عزلهن يتم بشكل سريع، أما الأسرى فيمكن أن يقرر الاحتلال عزل المئات ولكن لا يوجد مكان لعزلهم، كما أن الاحتلال قد ينقلهن إلى عزل برفقة سجينات جنائيات.

ويضاف إلى ذلك -وفق عبد ربه- أن قدرة الأسيرة جسديا على الاستمرار بالإضراب أضعف لكون إحدى الأسيرات الثلاث المضربات مريضة، وأخرى مصابة في يدها وقدمها برصاص الاحتلال عند اعتقالها، كما أن الضغط النفسي عليهن قد يكون أكبر لأنهن يعشن حياة أكثر عزلة من الأسرى.

ومنذ الـ12 من الشهر الجاري، يواصل حوالي 250 أسيرا من حركة الجهاد الإسلامي في مختلف سجون الاحتلال إضرابا مفتوحا عن الطعام ضد إجراءات العزل والقمع التي تعرض لها الأسرى عامة، وأسرى الجهاد خاصة بعد عملية “نفق الحرية”، وهي ضمن خطوات تصعيدية أعلنها الأسرى في مختلف السجون، قد تصل إلى التوقف عن شرب الماء، كما أن 7 أسرى يواصلون الإضراب عن الطعام ضد الاعتقال الإداري.

المصدر : الجزيرة

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.