النفس إمارة بالسوء

السّلام عليكَ يا صاحبي،

تقولُ لي: ادعُ الله لي أن يعصمني من الشيطان!
فأقول لكَ: سأفعل،
ولكني سأدعو الله أن يعصمكَ من نفسِكَ أيضاً!
فتنظر إليَّ بدهشةٍ،
عيناك تحملقان بي كأني جئتُ بقولي هذا شيئاً فرِياً!
‏هوِّن عليكَ يا صاحبي،
فنحن لا نؤتى من الشيطان الخبيث فقط!
النفسُ فرس جامحة، وقد تؤدي بصاحبها إلى المهالك!
إبليسُ نفسه لم يكن هناك شيطان قد وسوس له أن يرفضَ السجود لآدم عليه السّلام،
نفسه هي التي قادته إلى مصرعه!
‏هذا الكِبر، والغرور، والعنجهيَّة،
الشعور بالاستعلاء الفارغ، وتصنيف الذات في القمة،
هي التي حولته في طرفة عينٍ من عابدٍ مجتهدٍ، إلى شيطانٍ رجيم!
وتستغربُ أنتَ مني حين أدعو اللهَ لكَ أن يقيكَ شرَّ نفسِكَ؟!
‏يا صاحبي،
هناك أشخاص لا توسوسُ لها الشياطين،
لأن لها نفوساً غارقة في الضلالة،
تجتهدُ وتُبدعُ فيها بما لا يخطرُ للشياطين على بالٍ!
الشياطين لا توسوس لدوابَّ تمتطيها،
وإنما توسوس للذين يجاهدون أنفسهم ليل نهار!
‏الذين يتعثرون وينهضون، يذنبون ويستغفرون!
للذين هم ميدان الشيطان وحربه المستعرة،
وإني حين أسأل الله أن يقيكَ شرَّ نفسِكَ فإني أدعو لك
أن تمتلِكَ نفسكَ لا أن تمتلككَ هي!

والسّلام لقلبكَ
منقول

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.