أربع سنوات على نصر باب الأسباط

في مثل هذا اليوم بعد العصر دخل المقدسيون الأقصى منتصرين بعد أسبوعين من هبة باب الأسباط، دخلوا من باب حطة بنصرهم الكامل الناجز، خاضوا معركتهم الفاصلة صفاً واحداً بلا أنصاف حلول، ولم يسمحوا لصوت تخاذل أو تردد أن يتردد بينهم.

14 يوماً تحقق فيها نصرنا الناصع الأول الذي لا يقبل النقاش والجدل: تراجع كامل غير منقوص للمحتل عن كل ما حاول فرضه، لا بوابات إلكترونية ولا كاميرات ولا جسور كاميرات ولا ممرات معدنية، بل انسحاب نظيف اضطر فيه لإعادة تبليط ما خربته معداته المنكسرة في ساحة الغزالي أمام باب الأسباط، وإلى إعادة الساحة إلى ما كانت عليه ليس فقط تحت سمع الجماهير وبصرها، بل تحت وابل حجارتها… انسحب ذليلاً أمام الإرادة المتجلية؛ بل حتى محاولة الاحتلال الحفاظ على باب حطة مغلقاً أفشلها أسود القدس في الميدان، فقالوا كلمتهم: النصر يمر من هنا.

27-7 كان المشهد التجريبي لفتح الأقصى؛ المشهد الذي ألهب خيال الملايين عبر العالم بأن تحرير الأقصى ممكن وقريب، وأن دخول المقدسيين إليه أعزة منتصرين يمكن أن يتكرر بنا نحن أيضاً معهم.

في 27-7 كانت المعادلة الأولى للنصر: العـ.ـمليات الفردية، والإرادة الجماهيرية والتفاعل الخارجي، وبعد أربع سنوات كانت معركة سيـ.ـف القدس تضيف رابعها: التِحام المـ.ـقـ.ـاومة المسلحة.

27-7-2017 يومٌ خالد، سيكتب التاريخ يوماً أنه كان أول النصر والتجربة المصغرة للتحرير الناجز مهما تأخر، فالمعادلة التي صاغها ليست فقط قادرة على تفكيك البوابات، بل كانت قادرة على فتح مصلى باب الرحمة وتبديد وهم التقسيم المكاني، وعلى مواجهة الاقتحامات وكسر أعتاها وعلى خوض المعركة في الشيخ جراح، وإن بني عليها وتوسع نطاقها فهي كفيلة بأن تتحول إلى معادلة للتحرير.

27-7 كان سباقاً بين زمانين: زمان ترامب القادم بوعد تهويد القدس الكامل، وزمان الجماهير الواثقة بوعد الله تفرض إرادتها وتصوغ نصرها؛ ودعونا ننظر اليوم وبعد أربع سنوات: أين زمان ترامب؟ وأين زمان الإرادة الجماهيرية؟

اليوم لم تنجز هذه الإرادة رسالتها بعد لكنها ماضيةٌ إليها؛ وما كان معركةَ الدفاع عن الأقصى آخذٌ بالتحول إلى أرضيةٍ لمعركة تحرير، فالمعادلة التي تكسر الشوكة الصهيونية في الأقصى بوُسعها أن تكمل طريقها وأن تكسر الإرادة الصهيونية في مواضع أخرى كثيرة… والسجال مفتوح والمحطات القادمة قريبة.

شاهد أيضاً

كل ما تحتاج معرفته عن حراك الجامعات الأميركية

محمد المنشاوي واشنطن- عرفت الجامعات الأميركية مؤخرا حراكا طلابيا واسعا احتجاجا على العدوان الإسرائيلي على …