أتقتلون رجلا أن يكون وطنيا حرا صادقا..

كن من شئت يساريا أو إسلاميا أو علمانيا أو لبيراليا أو… فالإقصاء والانتقام والتشهير والتشويه والتشويش ينتظرك ما دمت وطنيا حرا صادقا…

فالوطنية تتجلى في الحفاظ على الثوابت وعدم تجاوز الخطوط الحمراء المناقضة للوطنية، وحراسة حياضها، وانتقاد التصرفات المناقضة لها، او المدمرة لها، او المتجاوزة لحدودها..
والتضحية من أجلها، وكراهية خدشها، والتفاني في تطويرها، والحرص على ان تكون في المصاف الاولى تقدما وقوة وجمالا وبهاء وعزة، والتعاون على ذلك والبذل من اجله، وحراستها من الثغر الذي كلفت به..
هذه هي الوطنية الحقيقية عقيدة وقول وفعل..

والحرية تتجلى في قول الحق، وقبول الحق، ومحاولة السير على الحق، وإشاعة الحق والذود عن الحق والثبات على الحق، وفسح المجال واسعا للبحث عن الحق… هذه هي الحرية التي تبني ولا تفني، تطهر ولا تلوث، ترقي وتُبقي، وبالحرية تتحقق الوطنية وتلبس لبوسها الصحيح وتدخل في الأعماق والدواخل، وتصير عقيدة وروحا يتنفسها الوطني وتجري في عروقه وشرايينه، يجعل نفسه دونها، ويصدح بكل ما يهددها، ويسطحها أو يضعف الإيمان بها..

والصدق يتجلى في مدى الثبات على تلك الحرية في القول بالحق وقبول الحق، وفي مدى الثبات على تلك الوطنية الحقيقية، وليست وطنية الشعارات والمتاجرات، على مذهب (نحن مع الوطنية في السراء لا الضراء)
فالحرية ليست مريحة المسلك دائما، والوطنية ليست فندق خمس نجوم دائما، ففيها الحق وفيها الواجب وفيها الرخاء وفيها البلاء، والصدق هو من يحدد مدى اختيار الحرية واختيار الوطنية في جميع الظروف والأحوال، دون ازدواجية او تلاعب أو مصلحية أو شخصنة أو تجاهل او تخاذل او استرزاق أو استرقاق..

فإن كنا قد أُنْتِجنا من مناهج لا تقيم لهذا الثلاثي راسا إلا نادرا او شكلا، فينبغي ويلزم أن نرسخ في عقول وافئدة وسلوك أجيالنا القادمة هذا الثلاثي، وأن نبذل من اجل ذلك كل الإمكانات والطاقات والاجتهادات، حتى نصل إلى جيل وطني حر صادق..يبني وطنه وينفي عنه كير الخيانة والعمالة..
جيل يعطي وطنه بعد أن احتضنه فيفر إلى وطنه لا يفر منه..
جيل حر أبي لا يباع او يشترى ولا يخون ولا يذل يقول الحق ويقبله ويحرص عليه..
جيل مطهر من الازدواجية والكيل بمكيالين والشعارات الخاوية الجوفاء..
جيل يُكَرَّم ولا يُقتل لأنه اختار ان يكون وطنيا حرا صادقا..

وأي بذرة منبتة ومنشئة لبراعم هذا الجيل ينبغي ان تحاط وتحفظ وتستنسخ لا أن تهان وتستأصل وتقتل!!!

سفيان أبوزيد

شاهد أيضاً

كل ما تحتاج معرفته عن حراك الجامعات الأميركية

محمد المنشاوي واشنطن- عرفت الجامعات الأميركية مؤخرا حراكا طلابيا واسعا احتجاجا على العدوان الإسرائيلي على …