أكد أنه سينهض ويحقق حلمه.. إسرائيل تحيل أحلام صحفي غزي إلى رماد

حوّلت المقاتلات الإسرائيلية أحلام المصور الصحفي مؤمن قريقع (33 عاما)، الذي فقد ساقيْه خلال حرب عام 2008-2009، بامتلاك شركة إعلامية خاصة، إلى رماد وركام.

قريقع الذي بُترت ساقاه خلال الحرب الإسرائيلية الأولى تمكّن أخيرًا وهو بنصف جسد ومن على كرسيّه المتحرّك من تحقيق حلمه بإنشاء شركة إعلامية.

كان يضمّ مبنى الوليد المكون من 7 طوابق إلى جانب شركة “قريقع” 17 شقة مدنية، ومكاتب ومؤسسات.

بداية الحلم
قال قريقع إن الإصابة وحالة البتر لم تحل دون “تأديته واجبه الإعلاميّ في الكشف عن الجرائم الإسرائيلية، فعاد إلى مهنة التصوير، بعد رحلة طويلة من العلاج”.

وتابع للأناضول “فقدت أقدامي وما زلت مستمرا في نقل الصور والعمل مصورا صحفيا، وأصبحت للصحفيين صورة على أرض الواقع لصحفي فاقد أقدامه، وناقل لصورة الأحداث في قطاع غزة”.

قريقع، خلال السنوات الماضية، كان يحلم بامتلاك شركة إعلامية (عالمية) خاصة بالشأن الفلسطيني، تصدر برسائل ولغات متعددة.

واستكمل قائلا “وضعت خططا لتحقيق ذلك، وباشرت بتنفيذها، ومشيت نحو الطريق خطوة خطوة”.

وافتتح قريقع شركته الجديدة قبل نحو 5 شهور من بدء العدوان الإسرائيلي.

وعلى مدار الأيام، حاول قريقع تطوير الشركة للارتقاء بها، في سبيل تحقيق حلمه بتدشينها شركة عالمية، وفق قوله.

وأضاف أنها ليست المرة الأولى التي يكون فيها عرضة للاستهداف الإسرائيلي، فالأول تسبب ببتر ساقيه عام 2008، أما الثاني عام 2014 فكان تدمير منزله بالكامل في حيّ الشّجاعية، والثالث دمّر حلمه الذي حققه أخيرًا.

قريقع أكد أن الاستهداف الإسرائيلي المتواصل لن يوقف حلمه بل سيبدأه من جديد وسينهض من تحت الرماد والركام (الأناضول)
نهوض من تحت الرماد
وقال قريقع إن الاستهداف الإسرائيلي المتواصل لن يوقف حلمه، بل سيبدأه من جديد، وسينهض من تحت الرماد والركام.

وتابع “سوف أبدأ مرة أخرى ببناء حلمي الخاص وأفتتح شركتي الإعلامية بسرعة ولن يمنعني أي شيء”.

وبيّن أن دوره سيستمر حتّى يتمكن من “إيصال الصورة الفلسطينية للعالم، لا سيما الوضع المأساوي في غزة، على نظاق أوسع، أسوة ببقية المكاتب الإعلامية التي استهدِفت”.

وقال إن استمرار البطش الإسرائيلي “لن يكسر الإرادة”.

ولفت إلى أن إسرائيل حاولت بتر أحلامه كما بترت ساقيه “إلا أنه لن يستسلم للواقع، وسيواصل الحلم والكشف عن الانتهاكات بحق الفلسطينيين ونقل الرسالة”.

ونقل قريقع رسالة للعالم، قائلا “سنواصل عملنا لنقل ما يقع من عدوان علينا نحن الصحفيين وعلى المدنيين العزل”.

استهداف المنشآت الإعلامية
من جانب آخر، قال قريقع إن إسرائيل، خلال عدوانها الأخير على قطاع غزة، جعلت على سلّم أولوياتها استهداف المكاتب الصحفية والعاملين فيها.

ويعتقد أن تلك السياسية تأتي في إطار “محاولة التشويش على العمل الصحفي والإعلامي بغزة، ومنعهم من نقل صورة قتل المدنيين العزل، وهدم المباني السكنية على رؤوس أصحابها من نساء وأطفال ومسنّين”.

ورغم الانتهاكات الإسرائيلية بحق الصحفيين، قال قريقع إن صحفيي غزة “يواصلون نقل هذه الجرائم، ونقل الرواية الحقيقية والواقعية التي تدحض رواية إسرائيل لتسويغ جرائمها”.

وأشار إلى أن “الرواية الإسرائيلية المكذوبة لن تكون الوحيدة على الساحة العالمية والعربية، إنما ستنافسها الفلسطينية بقوة”.

وقريقع ليس الصحفي الوحيد المتضرر خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، فحسب الإحصائيات الرسمية استشهد صحفي وأصيب آخرون، فضلا عن تدمير عشرات المكاتب والمقار الصحفية.

ووفق تقرير أصدرته الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، ارتكبت إسرائيل في العدوان الأخير نحو 51 انتهاكا بحق المؤسسات والعاملين في المجال الإعلامي، تعددت أنواعها بين قتل لصحفي خلال استهداف منزل، وإصابات جسدية معظمها بشظايا صواريخها، وحالات إصابة بالهلع والصدمة، فضلا عن تدمير 26 مؤسسة صحفية تدميرًا كليًّا، ومؤسستين بشكل جزئي، وقصف 6 منازل يقطنها صحفيون، كما نفذت إسرائيل هجمة اختراق إلكترونية بغرض إغلاق أو اختراق مواقع إخبارية فلسطينية، حسب التقرير.

وأسفر العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية عن استشهاد 290 وإصابة الآلاف.

المصدر : وكالة الأناضول

شاهد أيضاً

ثورة في الجامعات الأميركية

طلاب جامعة كولومبيا بأميركا يتظاهرون احتجاجًا على حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين في غزة