عبد الرحمن يونس

بعد كل انتخابات رئاسية أمريكية تعود السلطة الفلسطينية لعقد آمال على إحياء مسيرة المفاوضات العبثية مع الاحتلال الإسرائيلي على حساب القضية الفلسطينية، التي سقط من أجلها الشهداء والجرحى.

وحين نجح الرئيس الحالي جو بايدن في سباق المنافسة ضد المنتهية ولايته دونالد ترامب باشرت قيادة السلطة بالتواصل مع الإدارة الجديدة بكل الطرق، وهنا برز دور هادي عمرو، مساعد وزير الخارجية الأمريكي الجديد للشؤون الفلسطينية والإسرائيلية، الذي استطاع بداية العام الحالي أن يعيد الاتصالات المقطوعة -علنًا- بين الطرفين الأمريكي والفلسطيني.

وتوالت الاتصالات بين قيادات من الإدارة الجديدة والسلطة الفلسطينية، وجُل الحديث خلال تلك الفترة هو إعادة الدعم للسلطة والأونروا من أجل دفع عجلة المفاوضات من جديد مع الاحتلال الإسرائيلي، غير أن مالم يكن في الحسبان هو اندلاع معركة سيف القدس وسقوط نتنياهو عن سدة الحكم.

مصادر في السلطة الفلسطينية قالت لوكالة العين الإماراتية: “إن المباحثات مع الأميركيين لم تنقطع منذ فترة، وهم بدورهم تواصلوا مع أعضاء الحكومة الإسرائيلية الجديدة، واتفقنا على الاستعداد من أجل دفع المفاوضات قدمًا”.

لكن ما تناسته قيادة السلطة أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة -الديمقراطية والجمهورية على حد سواء- لم تكن في يوم من الأيام في طرف الحق الفلسطيني، كيف لا وهي التي تستخدم الفيتو دائما في وجه أي قرار أممي يدين -مجرد إدانة- الاحتلال الإسرائيلي، ناهيك بالدعم العسكري اللامحدود، والذي كان آخره صفقة إعادة تذخير القبة الحديدية.

وبالعودة إلى المبعوث الأمريكي هادي عمرو مهندس عودة الاتصالات، فقد أكدت المصادر أن الجانبين الأمريكي والفلسطيني نجحا في تشكيل فريق مشترك يقوده عمرو ووزير الشؤون المدنية عضو مركزية فتح حسين الشيخ، تكون مهمته الأساسية تعبيد الطريق لعودة المسار السياسي والتفاوض بين السلطة والاحتلال، يأتي ذلك بعد ساعات من فضح الاحتلال وزارة الصحة في رام الله بأنها اتفقت على صفقة لقاحات فاسدة معه، قبل أن تعلن السلطة إلغاء تلك الصفقة في إثر ضغط شعبي عليها، متذرعة بأنها لم تكن تعلم بأن الجرعات منتهية الصلاحية.

إن تشكيل هذا الفريق هو مقامرة جديدة من قيادة السلطة في إعادة إنتاج المفاوضات العبثية والتنسيق الأمني مع الاحتلال وبيع الوهم للشعب الفلسطيني، كل ذلك للحفاظ على مصالح ضيقة لبعض المتنفذين فيها، فبدلًا من أن تعود إلى حضن الشعب وتتمسك بحقوقه وثوابته، وتستثمر انتصار المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة في معركة سيف القدس، وتضع نفسها في موقف عزة وقوة، تذهب وتهرول لتكمل مسيرتها في “العيش تحت بساطير الاحتلال”، كما قال رئيسها على الهواء مباشرة.

وكأن أكثر من ربع قرن من المفاوضات العقيمة لم تكفِ قيادة السلطة حتى تستنج أن سياستها أضرت القضية أكثر مما نفعتها، وأنها لن “تأخذ الدبس من قفا النمس”.

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.