شباب فبراير وسكان العمارة

بقلم : محمد الربع

إلتقيت بأحد النازحين من أنصار عفاش الذين شردهم الحوثي موخراً فبادرني بجملتهم المعهوده “كله بسبب ثورتكم ”
أجبته : أين كنت بعد 11 فبراير ؟ قال : بصنعاء.
– هل تم اقصائك من عملك ؟ او قطع راتبك ؟ او اخرجت من منزلك ؟ قال : لا ،،
فقولت له : إذاً فلماذا تحملوا شباب فبراير أخطاء من إنقلبوا عليهم ..

فرد : لكن انتم خرجتوا علي صالح من السلطة وهو طبيعي ينتقم ، الدجاجة لو اخذوا منها بيضه سوف تقاتل عليها وانتم كيف لا تريدوا عفاش ينتقم ويقاتل وقد اخرجتوه من السلطة !

قلت له : ماكان ليحصل لكم ماحصل لو أنكم فكرتم بعقلية البشر مش بعقلية الدجاج. ماحصل سببه أنكم كنتم تفكروا ان اليمن بيضه لعفاش وأذا لم تكن هذه البيضه له فمن حقه يكسرها ، لو أنكم كنتم فاهمين أن الأرض حق الله والحكم للناس ،، إنك الأن في بيتك وفي عملك .

أنتم مثل مجموعه حصلوا حرامي داخل شقة سكنية قد كان سرق أشياء كثيرة من البيت وفجأة حسوا الأولاد ان هناك من ينهب محتويات الشقة ، قام أحدهم وولع اللنبه..وكلهم شافوا الحرامي وصرخوا في وجهه حتى قامة الأسرة كلها والجيران.
الحرامي شاف انه إنكشف وماعد بايقدر يكمل خرج من الشقة وراح استدعى عصابة تقتحم العمارة كلها بالسلاح .

وبدل ما يقوم سكان العمارة بايقاف العصابة والسارق والتصدي لهم ،،، رجعوا تجاه الأولاد يوبخوهم ليش ولعتم اللنبة ؟ .. لو انكم ماولعتم اللنبة وبقيتم ساكتين ان السارق كان بيسرق بهدوء دون أي مشاكل وماكان بيحصل أي ضجة ولا بتعتدي العصابة على العمارة .

وهكذا ظل الجيران يتفرجوا على العصابة ويبرروا لها حتى سيطرة العصابة على البناية بالكامل .. قتلوا من قتلوا .. وسجنوا من عارضهم .. والكثير هربوا .

واستمر هولاء الهاربين من العمارة كل ماحصلوا واحد من الأولاد صاحوا فوقهم تستاهلوا من قال لكم تولعوا اللنبة .. أنتم السبب .

والغريب أن الأولاد الذي حاولوا إنقاذ عمارتهم من السرقة صار معظمهم في الجبهات يحاولون إنقاذ عمارتهم من العصابة .

فيما كثير من الذين كانوا يبررون للعصابة والحرامي مستمرون في إرسال شتائمهم للأولاد وتحميلهم المسؤولية ولكن هذه المرة من خارج البلاد وعبر أنترنت أسرع من السابق .

ستستمر عقلية الدجاج في التصدي لأي ديك حاول أن يصرخ باكراً .. فهوا صوت بالنسبة لها غريب لم يعهدوه داخل إطار المزرعة .

شاهد أيضاً

ثورة في الجامعات الأميركية

طلاب جامعة كولومبيا بأميركا يتظاهرون احتجاجًا على حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين في غزة