لمواجهة التطبيع وتصحيح المفاهيم.. هكذا تصدى صناع محتوى مصريون للعدوان الإسرائيلي

لا تقل المعركة الفكرية والمعرفية أهمية عن المعارك التي تخوضها المقاومة الفلسطينية مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، خاصة بعد ما شهدته الأشهر الأخيرة من تصاعد لوتيرة التطبيع من جانب دول عربية مع إسرائيل.

ولم يكن صعبا للمتابع للشبكة العنكبوتية خلال الأسبوعين الماضيين، أن يرصد بوضوح وجود حالة من التفاعل الواسع مع القضية الفلسطينية من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي والمؤثرين وصناع المحتوى في دول عربية مختلفة.

وفي مصر اجتاحت منصات مواقع التواصل مقاطع مرئية من أغلب صناع المحتوى المستقلين كوسيلة للتضامن مع فلسطين ونشر الوعي بعدالة القضية وفضح جرائم الاحتلال ومعالجة العديد من المفاهيم والمعلومات المغلوطة.

تصحيح معلومات مغلوطة
وتنوعت المواد التي قدمها أصحاب القنوات وصناع المحتوى على مواقع التواصل، مثل صانع المحتوى “اليوتيوبر” المصري محمد الهادي، الذي فنّد شائعة بيع الفلسطينيين لأراضيهم، كاشفا عن أن هذا الكلام عار من الصحة وما هو إلا دعاية إسرائيلية لتفريق كلمة العرب والحد من التعاطف الواسع مع القضية.

وأوضح الهادي في مقطع تضامني، أنه منذ النكبة عام 1948، خسرت فلسطين أغلب أراضيها نتيجة عدوان العصابات الصهيونية التي ارتكبت مذابح عدة ترتب عليها عمليات تهجير واسعة للسكان الأصليين، وبداية بناء المستوطنات اليهودية التي توسعت بعد حرب عام 1967 التي انتصرت فيها إسرائيل على مصر والأردن وسوريا، واحتلت وقتها القدس الشرقية حتى الآن.

من جهته، تناول “اليوتيوبر” أحمد أبو زيد فكرة خاطئة تتعلق بحقيقة المسجد الأقصى، والذي تسود معلومات خاطئة باعتبار أنه مسجد قبة الصخرة الذهبي، موضحا أن الأقصى يضم مسجد قبة الصخرة والمسجد القبلي وجامع المغاربة والمصلى المرواني وحائط البراق، ضمن حرمه الكلي والذي تبلغ مساحته الكلية 144 ألف متر مربع.

وأشار إلى أن المعرفة أقوى سلاح لمواجهة أي محاولات لإخفاء الحقيقة، وهو ما يجب أن يتم تلقينه للأجيال المقبلة من أجل تحرير المسجد الأقصى مستقبلا.

تاريخ الاحتلال
بدوره، تناول أحمد سمير -أحد صناع المحتوى الثقافي والعلمي في مصر- تاريخ القضية منذ أن داعبت فكرة إنشاء دولة لليهود عقول البعض، ومرورا بنشأة الحركة الصهيونية وحتى الاحتلال الإسرائيلي.

وخلال 9 دقائق تحدث سمير حول البداية في عام 1799 حينما وعد نابليون بونابرت القائد العسكري الفرنسي بوطن لليهود، ثم تتوالى الأعوام وتتبلور الفكرة في صورة أول اجتماع لما يسمى بالحركة الصهيونية في مدينة بازل بسويسرا يوم 29 أغسطس/آب عام 1897 على يد الصحفي المجري النمساوي اليهودي ثيودور هرتزل، لتكون أول حركة فكرية هدفها وجود دولة لليهود في فلسطين.

وتحدث سمير عن وعد بلفور والهجرات اليهودية إلى فلسطين، والتي تبعتها حرب العصابات والتهجير للفسلطينيين ثم القرار الأممي بالتقسيم وقيام دولة إسرائيل، كما أشار إلى الحروب العربية الإسرائيلية والتي أفضت في كل مرة إلى توسع الاحتلال والسيطرة على الأراضي الفلسطينية.

وشدد أنه على مدار 73 عاما كانت الاعتداءات الوحشية أبرز ما يميز سلوك الاحتلال الإسرائيلي للاستيلاء على أراضي الفلسطينيين، كما تطرق إلى مقاومة الشعب الفلسطيني المستمرة، خاصة الانتفاضة الأولى عام 1987 وكذلك الانتفاضة الثانية في عام 2000.

التطبيع مع الاحتلال
واختار أمير منير -يوتيوبر مشهور بالمحتوى الدعوي والديني – تسليط الضوء على فكرة التطبيع، داحضا فكرة عدوانية الفلسطينيين وعدم استحقاقهم للأراضي، مؤكدا أن العنف الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين كان عاملا أساسيا في خسارة الكثير من الأراضي، وسط الضعف العربي والصمت الدولي.

واعتبر منير أن الاحتلال الإسرائيلي هدفه التطهير العرقي وقتل الفلسطينيين ما يجعله أسوأ احتلال على وجه الأرض، ضاربا المثال بما حدث من اعتداءات في حي الشيخ جراح بالقدس.

وقال إن إسرائيل قائمة على أساس ديني عنصري، وهو ما يتطلب وجود توعية بذلك خصوصا في ظل تصاعد الأصوات الشاذة الداعية للتطبيع، وحتى لا تموت القضية بعد تعاقب الأجيال.

واقع الحياة تحت الاحتلال
ومن منطلق مختلف لكنه متوافق مع طبيعة المحتوى الذي يقدمه، اتجه بسام -المختص في محتوى الترفيه والرحلات- إلى الحديث عن التغول الاستيطاني في فلسطين وجغرافيتها، وأوضاع فلسطينيي الداخل وقطاع غزة والضفة الغربية، كما تناول أبرز العادات والأكلات المشهورة والمنتشرة هناك وصعوبات الحياة.

ولفت إلى أن فلسطينيي الداخل لديهم الحق في السفر والذهاب إلى أي مكان بفضل جواز السفر الإسرائيلي، وذلك على نقيض الفلسطينيين بالضفة الغربية أو غزة ممن يصعب عليهم السفر أو حتى دخول الأراضي المحتلة، وتحدث عن التعنت الإسرائيلي والعنصرية تجاه الفلسطينيين أثناء السفر والترحال.

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي

شاهد أيضاً

ثورة في الجامعات الأميركية

طلاب جامعة كولومبيا بأميركا يتظاهرون احتجاجًا على حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين في غزة