تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها

لا معنى للدين والتوحيد إن لم تظهر ثماره ويينع غرسه وتستطعم ثمراته، فالدين النظري الذي يقصر مجاله على الخطب والمواعظ والمؤتمرات والندوات ولا ينتج عن ذلك مشاريع ومخططات تكون سببا في إيتاء أكله ليس بدين ينسب إلى الله العزيز الحكيم…
وهذا الايتاء ينبغي ان يكون مستمرا استمرار الفعل والحركة في هذا الكون، ومتجددا تجدد الفعل والحركة في هذا الكون…
وهذا الايتاء ينبغي ان يكون واصلا إلى هدفه المأتي بكل تفاصيله…
هذا الايتاء ينبغي ان يكون حاصلا واقعا نافعا وليس مجرد أماني أو بكاء على الاطلال…
وذلك الأكل بضم الهمزة ينبغي ان يكون شاملا لكل ما هو مصلحة ولكل ما هو منفعة…لأن أكل الشيء هو لبه والجانب النافع منه، ولا يسمى الاكل أكلا إلا إذا تذوق…
وذلك الايتاء ينبغي أن يكون في كل زمان وفق مستجداته وعصره وكيفياته وأجوائه وينبغي أن يكون لذلك الايتاء أكلا واقعا نافعا…
وأي تعطيل لذلك الايتاء فهو راجع إلى ضعف حملة هذا الدين أو لسوء فهم أو لتخلف وهنا ترد الملامة عليهم لأنهم تشرفوا بحمل وسامه ولم يقوموا بما يلزم ذلك من تكليف…
هذا الايتاء وهذا الاكل ينبغي ان يكون وفق منهج الله عزوجل ووفق حكمته وشرعه… لان الله تعالى بنى هذا العالم على طرفي الافراط والتفريط وشرع الله وإذنه وسط بين ذلك…
وينبغي ان يكون ايتاء ذلك الاكل بقدر الله وإذنه فلا ينبغي أن تتجاوز المراتب ويتقافز على المراحل، فالاستعجال دمار اي استثمار…
والله أعلم
سفيان أبوزيد

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.