باحثون في قطر يكشفون طفرة جديدة بفيروس كورونا وعلماء يسعون لتطوير لقاح عبر الأنف

أعلن باحثون في قطر عن كشف طفرة جديدة في جينوم فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” فماذا يعني هذا؟ الإجابة هنا، مع تفاصيل وأخبار عن تطوير اختبارات أسرع لكورونا، والمشاريع التركية لتطوير لقاحات لكورونا، واختبارات لتطوير لقاح يؤخذ عن طريق الأنف.

نبدأ من قطر حيث كشفت دراسة أجراها باحثون في سدرة للطب عن طفرة جديدة في جينوم فيروس كورونا -واسمه العلمي “سارس كوف 2” (SARS-CoV-2)- والتي قد تؤثر على اختبار الكشف عن “كوفيد-19”. ونشرت الدراسة في مجلة علوم الأحياء السريرية الدقيقة.

ودعت الدراسة مراكز الاختبار في جميع أنحاء العالم لاتخاذ إجراءات لرصد طفرات الفيروس، والتأكد من مواكبة أحدث المستجدات في استخدام طرق الاختبار، بحيث تستند إلى أهداف جينية متعددة لتجنب النتائج السلبية الخاطئة المحتملة.

يقول الدكتور محمد ربيط حسن، أخصائي الأحياء الجزيئية السريرية الدقيقة، من قسم علم الأمراض في سدرة للطب، والذي أشرف على الدراسة، إن الانتقال المستمر للفيروس، من شخص إلى شخص على نطاق واسع، أدى إلى حدوث العديد من الطفرات التي ربما يكون لبعضها تأثير على حساسية ونوعية فحوصات تفاعل البوليميراز المتسلسل “بي سي آر” (Polymerase chain reaction) (PCR) المتاحة (الاختبارات).

من أجل تشخيص “كوفيد-19” تقوم معظم المختبرات باختبار أهدافٍ جينية متعددة. ولاحظ فريق سدرة للطب أن العينات المأخوذة من العديد من المرضى الذين لا تربط بينهم علاقة، كانت إيجابية لفيروس جيني واحد فقط، مما دفع الباحثين للاشتباه في أن بعض الفيروسات المنتشرة في قطر قد يكون لديها هذه الطفرة الشائعة.

ومن خلال فحص التسلسل الجيني لهذه الفيروسات، استطاع الفريق أن يحدد طفرة جديدة في هدف جيني شائع الاستخدام لاكتشاف “كوفيد-19” ووجد أن نفس الطفرة كانت موجودة في الفيروسات التي تم التعافي منها من أفراد ليس لهم علاقة وبائية. ومن هنا أشار إلى أن هذه الطفرة الخاصة لم يتم الإبلاغ عنها من قبل أي دولة أخرى.

وتابع الدكتور حسن “لقد لعبت طرق الاختبار الحالية دوراً رئيسياً في التخفيف من انتشار الفيروس من خلال الكشف المبكر، وتتبع الحالات المشتبه فيها، وفحص السكان المعرَّضين للخطر، لكن الآثار المترتبة على نتائج الاختبارات غير الدقيقة قد تتسبب في جعل السلطات الصحية تفقد آثار المصابين بفيروس كوفيد-19. وقد ينشر المصابون الفيروس دون علمهم، ويمكن أن تؤثر نتائج الاختبار الخاطئة على الرعاية الطبية للمصابين”.

ونشأت الطفرة المحددة في الدراسة من جين فيروسي يستخدمه اختبار موصى به من قبل منظمة الصحة العالمية، تم تطويره بواسطة مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) في الولايات المتحدة.

فحوصات
ننتقل إلى بريطانيا حيث يعكف باحثون على تجربة تقنية جديدة لمحاولة تحديد سلالات فيروس كورونا التي تظهر في فحوص إيجابية تثبت الإصابة بالفيروس بشكل أسرع.

وفي الفحوص الحالية، يمكن للفنيين في المختبرات معرفة ما إذا كانت السلالة المصاب بها المريض، مثل السلالة البرازيلية والجنوب أفريقية والبريطانية، في غضون 4-5 أيام باستخدام التسلسل الجيني.

وقالت وزارة الصحة إن التجارب الجديدة -التي تسمى اختبارات فحص النمط الجيني- تسمح للعلماء بمعرفة النتيجة في غضون يومين إلى 3 أيام.

بالاستنشاق
ومازلنا في بريطانيا حيث تقول جامعة أكسفورد الخميس إنها بصدد بدء دراسة للتحقق من شكل الاستجابة المناعية بعد إعطاء لقاح لمرضى “كوفيد-19” طورته بالتعاون مع شركة أسترازينيكا بطريق الاستنشاق، على أن تشمل الدراسة مبدئيا 30 متطوعا أصحاء تتراوح أعمارهم بين 18 و40 عاما.

وقال باحثون بريطانيون في سبتمبر/أيلول الماضي إن صورا من اللقاحات المرشحة لأن يتم إعطاؤها بالاستنشاق -طورتها جامعة أكسفورد وإمبريال كوليدج- ستدخل التجارب للتأكد مما إذا كانت تثير استجابة مناعية موضعية بالجهاز التنفسي.

6 مشاريع
ننتقل إلى تركيا حيث قال البروفيسور أرهان آقدوغان، رئيس المعاهد الصحية، إنهم يدعمون 6 مشاريع لإنتاج لقاحات مضادة لفيروس كورونا، وأحدها وصل حالياً إلى المرحلة الثانية من التجارب، لافتا إلى أنهم في مرحلة الإعداد لدعم مشروعين آخرين.

وفي مقابلة مع الأناضول، تحدث آقدوغان عن مشاريع إنتاج اللقاح المحلي المضاد لفيروس كورونا، التي تدعمها رئاسة المعاهد الصحية في إطار مواجهة وباء فيروس كورونا.

وأوضح أن رئاسة المعاهد الصحية بدأت تقديم الدعم اللازم للمشاريع العلمية لإنتاج وتطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا بمجرد ظهور أولى حالات الإصابة بالفيروس في البلاد.

وأشار البروفيسور إلى أنهم يدعمون حاليا 6 مشروعات لإنتاج اللقاح، والإعداد جارٍ لدعم وتمويل مشروعين آخرين.

وقال أيضا إن هذه المشاريع الستة يتم العمل عليها الآن في جامعات أرجيس، حاجت تبه، يلديز التقنية، مرمرة، أتاتورك، آق دنيز.

وذكر آقدوغان أن اللقاح الذي يتم تطويره بمشروع جامعة أرجيس دخل حاليا المرحلة الثانية.

وتابع “علم اليوم هو تكنولوجيا الغد. لذلك تتواصل المراحل العلمية لإنتاج اللقاح، وآمل أن يتم إنتاجه في أقرب وقت”.

وقد قدم العلماء ورئاسة المعاهد الصحية، وهيئة الأبحاث العلمية والتكنولوجية في تركيا، وما زالوا يقدمون الدعم اللازم لعمليات البحث والتطوير لإنتاج اللقاح. كما يقول آقدوغان.

وأشار آقدوغان إلى أن التجارب البشرية للقاح تتم على 3 مراحل وأن الأولى تمت على مجموعة صغيرة من الأشخاص إذ تتم تجربة اللقاح على حوالي 40-50 شخصاً. وعند الانتقال للمرحلة الثانية تتم التجارب على مئات الأشخاص، أما في الثالثة فتتم التجارب على الآلاف.

رذاذ أنفي
وحول خصائص اللقاحات التي تدعمها رئاسة المعاهد الصحية، قال آقدوغان إنه قد تم تطوير لقاح خامل في جامعة أرجيس، ويجري دعم مشروع لقاح من نوع جديد على شكل رذاذ للأنف.

وأوضح أن هذه التقنية جديدة عالميًا، وأنهم يطلقون عليه لقاح الأنف، وأن عملية البحث والتطوير الخاصة به ما زالت قائمة ومستمرة، مشيراً إلى أن التجارب البشرية لم تبدأ بعد على هذا اللقاح.

وأضاف آقدوغان أن اللقاح المذكور سوف يظهر بعد انتهاء جميع الدراسات العلمية المتعلقة باللقاحات المحلية الأخرى.

واختتم: مراحل البحث والتطوير تتطلب وقتاً طويلاً، واكتفي حالياً بالقول إن هذه المراحل ما زالت مستمرة. وعند الانتهاء من المرحلة الثالثة من الدراسات الخاصة باللقاح، سيتم الحصول على الموافقات اللازمة من هيئة الأدوية والأجهزة الطبية التابعة لوزارة الصحة لإنتاجه محليا، ثم إجراء عملية التطعيم على نطاق واسع.

المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع إلكترونية

شاهد أيضاً

ثورة في الجامعات الأميركية

طلاب جامعة كولومبيا بأميركا يتظاهرون احتجاجًا على حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين في غزة