تأملات

بسم الله الرحمن الرحيم
“وتنزع الملك ممن تشاء”

“قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ” (ال عمران -٢٦).
“قل يا محمد ، معظما لربك ومتوكلا عليه ، وشاكرا له ومفوضا إليه اللهم مالك الملك ، لك الملك كله تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء ، أنت المعطي ، وأنت المانع ، وأنت الذي ما شئت كان وما لم تشأ لم يكن .
فقد حول الله النبوة من بني إسرائيل إلى النبي العربي القرشي المكي الأمي خاتم الأنبياء على الإطلاق ، ورسول الله إلى جميع الثقلين الإنس والجن ، الذي جمع الله فيه محاسن من كان قبله ، وخصه بخصائص لم يعطها نبيا من الأنبياء ولا رسولا من الرسل ، في العلم بالله وشريعته وإطلاعه على الغيوب الماضية والآتية ، وكشفه عن حقائق الآخرة ونشر أمته في الآفاق ، في مشارق الأرض ومغاربها ، وإظهار دينه وشرعه على سائر الأديان والشرائع ، فصلوات الله وسلامه عليه دائما إلى يوم الدين ، ما تعاقب الليل والنهار . فقل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير
فأنت وحدك أنت المتصرف في خلقك ، الفعال لما تريد(ابن كثير)”. ،
انهم كل الطغاة في ملك الله من الانس والجن المقيت من الشياطين ؛ يذلهم الله وينزع منهم الملك حيث يشاء ووقت يشاء لانه الله وحده له الملك وله الحمد وهو على كل شيئ قدير ،ويستوي في ذلك المسلمون الموحدون وكل خلق الله من بني آدم لان العدل هو اساس الملك فاذا اختل نظام العدل نزع الله الملك من أصحابه ولو بعد حين باذن الله .
وكلما توازن الملك بالعدل والمساواة وكلما كان ملكا نظيفا من الفساد والافساد فان الله يمد للقادة في عمر حكمهم حتى وان لم يكونوا مسلمين بالعدل “«إذا خيرت بين إمام كافر عادل وإمام مسلم ظالم، فإنني أختار الإمام العادل الكافر، لأن عدله لي وكفره عليه، أما الآخر فإسلامه له وظلمه علي»(ابن القيم ).
وعن شيخ الإسلام ابن تيمية «حاكم كافر عادل خير عند الـلـه من حاكم مسلم ظالم» وفي صياغة اخرى “طاعة حاكم كافر عادل خير عند الـلـه من طاعة حاكم مسلم ظالم”.
فالظلم ظلمات عند الله ولا يحيق المكر السيئ الا بأهله . وقد هرب المسلمون من ظلم طغاتهم الى بلاد الكفر حيث شيئ من الحرية والرزق والعدل والعلم وما زالوا يعيشون لان ابن آدم فطر على الحرية والعدل والكرامة فان سلبها فإنه يثور ويتمرد فان عجز فانه يهرب ليسيح في ارض الله بحثا عن الكرامة والعزة والحرية ولقمة العيش العزيزة وكذا الطغاة في كل الارض اذا فقدوا العدل فقدوا الملك فهما كانت قوة سلطانهم وعدد اتباعهم وسلاحهم لان الله يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء بيده الخير وحده وكل الخير منه لا إله الا هو .

تأملات -د.محمد أبو نجم

شاهد أيضاً

صفقة التبادل أم اجتياح رفح؟.. خلاف يهدد الائتلاف الحكومي بإسرائيل

تصاعد النقاش في الساعات الأخيرة داخل إسرائيل بشأن تحديد أولويات المرحلة المقبلة ما بين التركيز على التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى تتيح عودة المحتجزين