نيويورك تايمز: هل توفي مرضى كورونا في مصر جراء انقطاع الأكسجين؟

نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرا حول شريط فيديو انتشر على منصات التواصل الاجتماعي يتحدث عن وفاة مرضى في مصر بسبب نفاد الأكسجين من أحد المستشفيات، وهو ما نفته الحكومة المصرية.

وقالت مراسلة الصحيفة منى النجار، إن الحكومة المصرية التي حاولت تخفيف الغضب المتزايد حول شريط فيديو صُوّر من داخل مستشفى يظهر وفاة عدد من مرضى كوفيد-19 بعد توقف إمدادات الأكسجين لهم. ونُشرت اللقطات المؤلمة نهاية الأسبوع على منصات التواصل الاجتماعي، بعدما التُقطت من خلال كاميرا هاتف محمول لشخص كان يزور أحد أقاربه. وبدا من اللقطات أنه كان في حالة من الفزع وينتقل من سرير إلى آخر، وكان يردد نفس العبارة “كل واحد في العناية الفائقة ميت”.

وأكدت وزارة الصحة يوم الأحد وفاة أربعة مرضى في مستشفى الحسينية المركزي التي تبعد ساعتين عن القاهرة، ولكنها قدمت رواية مختلفة عما حدث. وقالت إن المرضى ماتوا في أوقات مختلفة ومعظمهم من كبار السن، الذين يعانون من أمراض مزمنة وأصيبوا بمضاعفات بسبب فيروس كورونا، مما أدى إلى تدهور حالتهم الصحية ووفاتهم.

وجاء في بيان الوزارة إن هناك عددا من الأطفال الذين وُلدوا حديثا في حاضنات ربطت بنفس شبكة الأكسجين ولم يصب أي منهم بأذى “مما يؤكد عدم وجود صلة بين الوفيات والمزاعم حول نقص الأوكسجين”.

وانتشرت اللقطات التي لم تستغرق إلا أقل من دقيقة، وعُرضت على محطات التلفزة، حيث طُلب من المسؤولين التعليق. وعندما سُئل محافظ الشرقية حيث تقع المستشفى عن سبب السماح للأقارب بدخول العناية الفائقة قال: “لم تكن هناك زيارات” والرجل الذي التقط الفيديو “دخل عنوة إلى الغرفة بعد سماعه عن وفاة قريبه”.

وفي الوقت الذي لم تكن فيه الصحيفة قادرة على التأكد من حدوث نقص في الأوكسجين بالمستشفى أو عدمه، إلا أن اتصالاً مع شاهديْن رفضا الرواية الرسمية، وتحدثا عن حالة من الفزع المفاجئة وسط موظفي المستشفى، وتبع ذلك وفاة عدد من المرضى.

وقال الشاهدان إن الزيارة مسموح بها كل يوم في الفترة ما بين 3- 4 مساء حيث كانا يساعدان في إطعام وتغيير ملابس أقاربهما. وقال بركات عبد العزيز (50 عاما) إن الأطباء أكدوا له أن حالة أخيه مستقرة وكان يتحدث ويمشي، قبل أن يتوفى في ذلك اليوم.

وقال عبد العزيز إنه عاد في المساء لإيصال بعض الطعام لأخيه ووجد حالة من الهياج، حيث تحدث البعض عن انقطاع الأكسجين وحاصرت قوات الأمن المستشفى.

وكان أحمد محمود الذي صور الفيديو في المستشفى يزور عمته. وقال إنه من المفترض عدم وجود الزوار حول مرضى كورونا لكنهم يرتدون الأقنعة لتقديم العناية لأقاربهم. وقال إن عمته كانت تأكل في ذلك اليوم البرتقال والزبادي والكفتة.

وحققت معه السلطات الأمنية حول الفيديو، مؤكدا أنه لم يفعل أي خطأ، ولكنه رفض الكشف عما رآه داخل العنبر خشية تعرضه للانتقام.

ولم يتم الوصول إلى أي طبيب في نفس المستشفى للتأكد من الحادث، إلا أن طبيبا بمستشفى آخر في نفس المحافظة، أكد أنهم تلقوا تعليمات من وزارة الصحة بحظر التصوير داخل المستشفى.

ويقول الخبراء الصحيون والأطباء إنه من الصعب التأكد من صحة الخبر نظرا للمخاطر المحيطة بمن ينتقد، وأشاروا إلى سجن الأطباء الذين انتقدوا في بداية الأزمة نقص الأجهزة والمعدات الواقية والضغط الذي يعانون منه بسبب كثرة الحالات.

وقال الباحث في المبادرة المصرية للحقوق الشخصية أيمن سبع، إن الحكومة تتعامل مع من يقول إن هناك نقصا في أي شيء مثل الأكسجين والملابس الواقية وأجهزة التنفس كمعلومات حساسة وأمور تتعلق بالأمن القومي.

وتختم الصحيفة بالقول: “ربما لم يكن هناك أكسجين، لكن المؤسسة التي تحقق بالأمر هي الوزارة والجيش هو الذي يدير المستشفى مما يثير الشك”.

شاهد أيضاً

ثورة في الجامعات الأميركية

طلاب جامعة كولومبيا بأميركا يتظاهرون احتجاجًا على حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين في غزة