اية من سورة التوبة

(تفسير السعدي — السعدي (١٣٧٦ هـ))

﴿ٱلتَّـٰۤىِٕبُونَ ٱلۡعَـٰبِدُونَ ٱلۡحَـٰمِدُونَ ٱلسَّـٰۤىِٕحُونَ ٱلرَّ ٰ⁠كِعُونَ ٱلسَّـٰجِدُونَ ٱلۡـَٔامِرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَٱلنَّاهُونَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَٱلۡحَـٰفِظُونَ لِحُدُودِ ٱللَّهِۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ﴾ [التوبة ١١٢]

كأنه قيل‏:‏ من هم المؤمنون الذين لهم البشارة من اللّه بدخول الجنات ونيل الكرامات‏؟‏ فقال‏:‏ هم ‏﴿‏التَّائِبُونَ‏﴾‏ أي‏:‏ الملازمون للتوبة في جميع الأوقات عن جميع السيئات‏.‌‏﴿‏الْعَابِدُونَ‏﴾‏ أي‏:‏ المتصفون بالعبودية للّه، والاستمرار على طاعته من أداء الواجبات والمستحبات في كل وقت، فبذلك يكون العبد من العابدين‏.‌‏﴿‏الْحَامِدُونَ‏﴾‏ للّه في السراء والضراء، واليسر والعسر، المعترفون بما للّه عليهم من النعم الظاهرة والباطنة، المثنون على اللّه بذكرها وبذكره في آناء الليل وآناء النهار‏.‌‏﴿‏السَّائِحُونَ‏﴾‏ فسرت السياحة بالصيام، أو السياحة في طلب العلم، وفسرت بسياحة القلب في معرفة اللّه ومحبته، والإنابة إليه على الدوام، والصحيح أن المراد بالسياحة‏:‏ السفر في القربات، كالحج، والعمرة، والجهاد، وطلب العلم، وصلة الأقارب، ونحو ذلك‏.‌‏﴿‏الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ‏﴾‏ أي‏:‏ المكثرون من الصلاة، المشتملة على الركوع والسجود‏.‌‏﴿‏الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ‏﴾‏ ويدخل فيه جميع الواجبات والمستحبات‏.‌‏﴿‏وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ‏﴾‏ وهي جميع ما نهى اللّه ورسوله عنه‏.‌‏﴿‏وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ‏﴾‏ بتعلمهم حدود ما أنزل اللّه على رسوله، وما يدخل في الأوامر والنواهي والأحكام، وما لا يدخل، الملازمون لها فعلا وتركا‏.‌‏﴿‏وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ‏﴾‏ لم يذكر ما يبشرهم به، ليعم جميع ما رتب على الإيمان من ثواب الدنيا والدين والآخرة، فالبشارة متناولة لكل مؤمن‏.‏وأما مقدارها وصفتها فإنها بحسب حال المؤمنين، وإيمانهم، قوة، وضعفا، وعملا بمقتضاه‏.‏

شاهد أيضاً

ثورة في الجامعات الأميركية

طلاب جامعة كولومبيا بأميركا يتظاهرون احتجاجًا على حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين في غزة