إقامة الحق

( وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا )

قال الله تعالى:
( وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۖ وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152). سورة الانعام

قال أبو جعفر : يعني قوله تعالى : ( وإذا قلتم فاعدلوا )، اي وإذا حكمتم بين الناس فتكلمتم فقولوا الحق بينهم ، واعدلوا وأنصفوا ولا تجوروا ، ولو كان الذي يتوجه الحق عليه والحكم ، ذا قرابة لكم ، ولا تحملنكم قرابة قريب أو صداقة صديق حكمتم بينه وبين غيره ، أن تقولوا غير الحق فيما احتكم إليكم فيه .

وقوله ( وبعهد الله أوفوا ) ، اي : وبوصية الله التي أوصاكم بها فأوفوا . وإيفاء ذلك: أن يطيعوه فيما أمرهم به ونهاهم ، وأن يعملوا بكتابه وسنة رسوله ﷺ ، وذلك هو الوفاء بعهد الله . 

وأما قوله : ( ذلكم وصاكم به )، قوله تعالى لنبيه محمد ﷺ : قل للعادلين بالله الأوثان والأصنام من قومك : هذه الأمور التي ذكرت لكم في هاتين الآيتين ، هي الأشياء التي عهد إلينا ربنا ، ووصاكم بها ربكم ، وأمركم بالعمل بها لا بالبحائر ، والسوائب ، والوصائل ، والحام ، وقتل الأولاد ، ووأد البنات ، واتباع خطوات الشيطان ( لعلكم تذكرون ) ، يقول : أمركم بهذه الأمور التي أمركم بها في هاتين الآيتين ، ووصاكم بها وعهد إليكم فيها ، لتتذكروا عواقب أمركم ، وخطأ ما أنتم عليه مقيمون ، فتنزجروا عنها ، وترتدعوا وتنيبوا إلى طاعة ربكم . 

اللهم ارنا واياكم الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا واياكم الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ، والله ولي التوفيق ،،

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.