إصلاح الأمة

بعد كل هزيمة ومصيبة تصيب أمتنا ..
و بعد أن تتوقف أجهزة الإعلام عن تداولها ..
وبعد ان تصبح مجرد ذكرى على صفحات التواصل ..
بعد أن تبرد دموع الحزن عن مصائبنا وهزائمنا ..
سننسى كل الأسباب التي تسقط من أجلها أمتنا ..
وفي المصائب القادمة التي ربما تكون قريبة سنبكي أيضا .. وسنبحث عن دعاء سحري ..
أو حديث ضعيف أو منام يخبرنا أن النصر قادم ..
أو عن رسالة نتعاهد فيها على قراءة مليون مرة آية الكرسي ..
أو سورة الأنعام .. او صلاة الحاجة ..
او مليارية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ..

لكن الأمة مع ذلك لا تتوقف عن السقوط ..
ونحن لا نتوقف عن أسباب الهزيمة ..
بعد قليل سيلتقط الناس صورهم في المطاعم والكافيهات مع الرقص والأراكيل وستكون معظم الصور لسيدات محجبات ..
وسوف يذهب الشباب إلى صالونات الحلاقة لقص شعرهم بأحدث الموديلات المخنثة المستوردة ..
نحن ننسى أن الله لا يخفى عليه شيء ..
أن الله يعلم أننا جزء من الهزيمة ..

ليس مطلوبا منك هداية كل البشرية وليس بالضرورة إصلاح كل الأمة..
فلو نظف كل شخص أمام بيته لأصبح الشارع كله نظيفا ..
ولو أصلح كل واحد فينا نفسه لصلحت الأمة ..
فإن سرَّ انتظام صفوف المصلين بسرعة ..
هو أن كل فرد “يبدأ بنفسه”
فتكون النتيجة تغيير هائل في الجماعة ..
لو طبقنا قاعدة ابدأ بنفسك ..
سيتغير واقعنا حتماً ..

بعد هذه السنوات من الهزائم والضياع ..
علينا أن نقف قليلا لنفكر ..
هل نستحق أن يُرفع عنا هذا الابتلاء ..
هل فهمنا … هل عقلنا .. هل صحونا .. هل أصلحنا ..؟!
ام سنبقى كما كنا ..
ثم نقول يارب ..
فيأتي الجواب ..
{ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنفُسِهِمْ}

شاهد أيضاً

صفقة التبادل أم اجتياح رفح؟.. خلاف يهدد الائتلاف الحكومي بإسرائيل

تصاعد النقاش في الساعات الأخيرة داخل إسرائيل بشأن تحديد أولويات المرحلة المقبلة ما بين التركيز على التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى تتيح عودة المحتجزين