الأسير الأخرس يواصل الإضراب لليوم الـ 23 رفضا للاعتقال الإداري.. والاحتلال يواصل التنكيل بالمعزولين والأسرى الأطفال

من أجل نيل حريته، وإنهاء اعتقاله الإداري، يواصل الأسير الفلسطيني ماهر الأخرس (50 عاماً) معركة “الأمعاء الخاوية” بالاستمرار في إضرابه عن الطعام لليوم الـ 23 على التوالي، في الوقت الذي نقلت فيه إدارة السجون أحد الأسرى المصابين بالسرطان لمشفى إسرائيلي، بعد تدهور وضعه الصحي.
وأوضح نادي الأسير أن الأخرس يقبع في زنازين سجن “عوفر”، وقبل عدة أيام ثبتت المحكمة العسكرية للاحتلال أمر اعتقاله الإداري ومدته أربعة شهور، علماً أنه اعتقل بتاريخ 27 يوليو 2020.
يذكر أن الأسير الأخرس من بلدة سيلة الظهر جنوب جنين، متزوج وأب لستة أبناء، وقضى ما مجموعه أربع سنوات في سجون الاحتلال.
وقبل يومين، أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين أن أسيرا في مركز توقيف حوارة الإسرائيلي، يواصل إضرابه عن الطعام منذ 10 أيام احتجاجا على اعتقاله التعسفي، وقالت الهيئة في بيان لها إن الأسير هو محمد وحيد علي وهدان من قرية رنتيس، اعتقل بتاريخ الخامس من الشهر الجاري، ونقل إلى مركز توقيف حوارة ليعلن فور ذلك إضرابه عن الطعام رفضا لاعتقاله.
إلى ذلك فقد نقلت إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي الأسير المريض بالسرطان محمد صلاح الدين من عيادة سجن الرملة الى مستشفى (ايخلوف) الإسرائيلي، إثر تدهور وضعه الصحي، والأسير صلاح يبلغ من العمر (20 عاما) من بلدة حزما شمال مدينة القدس المحتلة، ومعتقل منذ السابع من أبريل من العام الماضي، ومحكوم بالسّجن لمدة عامين، وتبقى من حكمه قرابة 7 أشهر.
وفي ملف الأسرى أيضا، تواصل إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي عزل الأسيرين محمد خرواط، وحاتم القواسمة المحكومين مدى الحياة انفرادياً، منذ أكثر من أربعة أشهر، في ظروف قاسية وصعبة، تعرضا خلالها للنقل عدة مرات منذ تاريخ عزلهما، حيث يقبع الأول في عزل سجن “مجدو” والثاني في عزل سجن “الرملة”.

وفي السياق، وثقت هيئة شؤون الأسرى والمحررين إفادتين لأسيرين قاصرين يقبعان في قسم (3) بمعتقل “مجدو”، يسردان فيهما ما تعرضا له من اعتداءات قاسية خلال عملية اعتقالهما.
وروى الأسير الطفل محمد ديرية (15 عاما) من بلدة بيت فجار بمحافظة بيت لحم، ظروف اعتقاله لمحامية الهيئة، مشيرا إلى أنه جرى إيقافه ليلا بالقرب من مفترق التجمع الاستيطاني “عتصيون”، بعد أن هاجمه عدد من الجنود وأسقطوه أرضا قبل أن ينهالوا عليه بالضرب المبرح، وبعدها قاموا بتقييده وزجه داخل الجيب العسكري ليتم نقله إلى مستوطنة “كريات أربع” للتحقيق معه، وبعدها جرى نقله إلى مركز توقيف “عتصيون” لاستجوابه مرة أخرى، لينقل بعدها لسجن “مجدو”.
أما الطفل عمار ثوابتة (15 عاما) من بلدة بيت فجار بمحافظة بيت لحم، فقد جرى الاعتداء عليه والتنكيل به عقب اقتحام بيته فجرا من قبل جنود الاحتلال الذين شدوه من فراشه بعنف وصفعوه على وجهه عدة مرات، ومن ثم اقتادوه إلى مركز توقيف “عتصيون”، وهناك تعرض للضرب على يد المحققين وجرى استجوابه وهو مقيد اليدين والقدمين على كرسي صغير، وقد حقق معه لـ 3 ساعات متتالية، وبعدها نقل إلى “مجدو” حيث يقبع الآن.
إلى ذلك، فقد أوضح المختص في شؤون الأسرى والمحررين، عبد الناصر فروانة، أن هناك 30 أسيراً فلسطينياً قد مضى على اعتقالهم في سجون الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 25 عاماً بشكل متواصل، وهؤلاء يُطلق عليهم الفلسطينيون مصطلح “جنرالات الصبر”.
وذكر أن الأسيرين كريم وماهر يونس المعتقلين منذ يناير 1983، هما أقدم الأسرى، حيث مضى على اعتقالهما قرابة 38 سنة، وهما الأكثر قضاء للسنوات بشكل متواصل في سجون الاحتلال على مدار التاريخ، موضحا أن 12 أسيراً من بين هؤلاء هم من سكان محافظات الضفة الغربية، و12 أسيراً آخرين هم من المناطق المحتلة عام 48، وخمسة أسرى من القدس، بالإضافة إلى أسير واحد من قطاع غزة.

وبيّن فروانة بأن أولئك القدامى ينتمون إلى فصائل فلسطينية مختلفة، حيث أن 19 أسيراً منهم ينتمون إلى حركة فتح، وأربعة أسرى إلى حركة حماس، ومثلهم لحركة الجهاد الإسلامي، وثلاثة أسرى إلى الجبهة الشعبية.

وأشار فروانة إلى أن من بين هؤلاء الأسرى يوجد 24 أسيراً كان قد صدرت بحقهم أحكام بالسجن المؤبد، لمرة واحدة أو عدة مرات، فيما الباقي وعددهم ستة أسرى يقضون أحكاما بالسجن لفترات تتراوح ما بين (35- 45) سنة.

ودعا كافة الجهات المعنية إلى إيلاء هؤلاء الأسرى المزيد من الاهتمام في تسليط الضوء على معاناتهم المتفاقمة وظروف احتجازهم القاسية وإبقاء قضيتهم على سلم أوليات الجميع، والعمل بشكل جاد من أجل كسر قيدهم وإطلاق سراحهم.

وتعتقل سلطات الاحتلال نحو خمسة آلاف أسير فلسطيني، بينهم نساء وأطفال وكبار في السن، ومن بين العدد الإجمالي هناك 700 أسير يعانون من أمراض مزمنة وخطيرة، ويشكي جميعهم من سوء المعاملة، ومن تعرضهم للإهانة والتعذيب.

شاهد أيضاً

ثورة في الجامعات الأميركية

طلاب جامعة كولومبيا بأميركا يتظاهرون احتجاجًا على حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين في غزة