واشنطن بوست: لا سلام دائم بالمنطقة بدون الفلسطينيين

قالت صحيفة “واشنطن بوست” إن الاتفاقية التي وقعتها إسرائيل مع الإمارات العربية المتحدة هي خطوة مهمة لكن السلام الدائم لا يتم بدون أن يشمل الفلسطينيين.
وجاء في افتتاحيتها إن اتفاقيات السلام في الشرق الأوسط نادرة مثل عواصف الصحراء، ولهذا فالصفقة لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات هي نقطة تحول. ولو استمر فإن الاتفاق الذي أعلن عنه الرئيس دونالد ترامب يوم الخميس سيعلم الطريق أمام اتفاقيات أخرى بين إسرائيل ودول الخليج الأخرى والتي ظل التعاون معها حتى الآن سريا. وتعلق الصحيفة أن الاتفاق هو خطة طريق قام بالتوسط فيها صهر ترامب ومستشاره جاريد كوشنر ومن حق ترامب وصفها “الضخمة”، وتقول الصحيفة إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كوفئ على خطة الضم التي هدد من خلالها بضم 30% من اراضي الضفة الغربية باتفاقية سلام مع دولة عربية. ولو مضى في الخطة لقضى على كل أمل في تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وأدى إلى زعزعة استقرار المنطقة. وبهذه الطريقة يستطيع نتنياهو تخفيف حدة غضب المستوطنين الذين وعدهم بالضم، والتأكيد لهم أنه لا يزال “ملتزما بالسيادة”، أي الضم. وتستفيد الإمارات، فرغم عدد سكانها القليل إلا أن لديها صندوق سيادي بتريليون دولار مما يمكنها للاستثمار في قطاع التكنولوجيا القوي. وبالنسبة لدونالد ترامب الذي لم ينجز أي شيء على صعيد السياسة الخارجية، فمنظور مصافحة ولي العهد في أبو ظبي، محمد بن زايد يد نتنياهو في البيت الأبيض، سيكون بمثابة باقة ورد له في عام انتخابي.
وفكرة أن الاتفاق سيعزل إيران وجماعاتها في المنطقة أمر سترحب به واشنطن. إلا أن الخاسر الذي لا يمكن إنكاره هي السلطة الوطنية، وحتى هذا اليوم فقد عولت ألا سلام بين العالم العربي وإسرائيل بدون إنهاء الاحتلال في الضفة الغربية وتعبيد الطريق أمام دولة فلسطينية. ولكن إسرائيل حققت سلاما مع دولة في الخليج وهناك توقعات بمعاهدات سلام أخرى، في وقت تواصل فيه نقاط التفتيش بالضفة وتحتفظ بالمستوطنين هناك. وتعلق الصحيفة إن هذه النتيجة قد تكون مقبولة لترامب وكوشنر اللذان ضغطا على الفلسطينيين وفضلا نتنياهو وحلفاؤه الداعمين للضم في الولايات المتحدة. إلا أن هذا الاتفاق لن يؤدي إلى اختفاء الفلسطينيين بشكل سحري. ولن يبدد مطالبهم المشروعة بدولة في الضفة الغربية وغزة. فهذا الاتفاق بين إسرائيل ودولة عربية، الأول من عشرين عاما بعد مصر والأردن هو خطوة مهمة لو استمر، إلا أن السلام الدائم يجب أن يشمل الفلسطينيين.

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.