من عجائب الصابرين

قال الأوزاعي عن عبد الله بن محمد قال: خرجت إلى ساحل البحر مرابطاً وكان رابطُنا يومئذ عريش مصر قال: فلما انتهيت إلى الساحل فإذا أنا ببَطِيحَة وفى البَطِيحَة خيمةٌ فيها رجل قد ذهبت يداه ورجلاه وثقل سمعه وبصره و ما له من جارحة تنفعه إلا لسانه وهو يقول:
[ اللهم أوزعنى أن أحمدك حمداً أكافىء به شكر نعمتك التي أنعمت بها عليَّ وفضلتنى على كثير ممن خلقت تفضيلاً] قال الأوزاعي: قال عبد الله :قلت: والله لآتين هذا الرجل ولأسألنه أنى له هذا الكلام؟ فِهمٌ أم عِلم ؟ أم إلهام ألهمه؟
فأتيت الرجل فسلمت عليه فقلت سمعتك وأنت تقول : [ اللهم أوزعنى أن أحمدك حمداً أكافىء به شكر نعمتك التي أنعمت بها عليَّ وفضلتنى على كثير ممن خلقت تفضيلاً ] فأي نعمة من نعم الله عليك تحمده عليها ؟وأي فضيلة تفضل بها عليك تشكره عليها؟
قال: وما ترى ما صنع ربي والله لو أرسل السماء عليَّ ناراً فأحرقتنى وأمر الجبال فدمَّرتنى وأمر البحار فغرَّقتنى وأمر الأرض فبلعتنى ما ازددت لربى إلا شكراً؛ لما أنعم عليَّ من لساني هذا

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.