15 عامًا على الانسحاب الإسرائيلي من غزة.. أهم الإنجازات وأبرز الإخفاقات

في مثل هذا اليوم من عام 2005، بدأت إسرائيل إخلاء مستوطناتها من قطاع غزة، في حدث تاريخي، حيث لم يسبق لها أن أخلت أرضا تستولي عليها منذ احتلالها فلسطين التاريخية عام 1948.

15 عامًا مرت على إخلاء إسرائيل 21 مستوطنة كانت تحتل نحو 35% من مساحة قطاع غزة، الذي لا تتعدى مساحته 360 كيلومترا مربعا.

خرج آلاف الفلسطينيين في ذلك الوقت ابتهاجًا وأملاً في حياة أفضل، بعد 38 عامًا من احتلال القطاع الساحلي الصغير، بدأ مع هزيمة يونيو/حزيران 1967. فما الذي شهدته غزة خلال هذه الأعوام؟

تشغيل الفيديو
غزة بعد انسحاب إسرائيل
أنهت إسرائيل تواجدها الفعلي على الأرض، لكنها شددت سيطرتها على مفاصل الحياة في غزة، ومنذ انسحابها مارست كل صنوف العدوان والخنق، عبر الحروب والتوغلات العسكرية، وحصار تسبب في انهيار كثير من القطاعات على مدار 14 عامًا.

ويقول محرر الشؤون الاقتصادية في جريدة “الأيام” المحلية في غزة حامد جاد للجزيرة نت إن “إسرائيل أعادت الانتشار في غزة ولم تنسحب فعليًّا، فهي لا تزال تتحكم في كل صغيرة وكبيرة.

وبفعل الحصار الخانق الذي تفرضه إسرائيل، وسيطرتها على البحر والمعابر التجارية، ومنعها التصدير من القطاع إلا في أضيق نطاق، ومنع دخول كثير من السلع، بما فيها المواد الخام، تدهورت الأوضاع الاقتصادية بشكل خطير؛ مما أضر حياة الناس وأصابهم باليأس والقهر، كما يقول جاد.

وتابع “إسرائيل لم تنسحب من القطاع وتتركه وشأنه، بل مارست كل صنوف العقوبات والعدوان ضده، وخلال 15 عامًا على الانسحاب حاصرت القطاع برا وبحرا وجوا، وشنت عليه 3 حروب دموية ومدمرة.

إسرائيل تسببت خلال 15 عاما في انهيار كثير من القطاعات في غزة بسبب الحصار و3 حروب دموية (رويترز)
ويعاني قطاع غزة -الذي يقطنه مليونا نسمة- من أزمات متراكمة، تتعلق بالكهرباء والمياه، ووصول الفقر والبطالة إلى معدلات غير مسبوقة.

لكن جاد يرى جانبا إيجابيا في المساحات التي أخلتها المستوطنات، وتم اعتمادها كمشاريع زراعية، تعوض نسبيا الأراضي الزراعية التي اقتطعتها ما تسمى “المنطقة الأمنية العازلة”، والتي تفرضها إسرائيل بعمق أكثر من 300 متر، وعلى امتداد نحو 40 كيلومترا بمحاذاة السياج الأمني الفاصل شرق القطاع.

اعلان
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة مخيمر أبو سعدة للجزيرة نت إن إسرائيل تمارس كل فعل من شأنه خنق غزة وحتى قتلها، عبر الحروب والحصار، من دون تحمل مخاطر البقاء على الأرض.

ورأى أن إسرائيل انسحبت من غزة “التي لا تمثل لها أهمية إستراتيجية من الناحيتين السياسية والدينية”، وتفرغت لمعركتها الأهم في القدس والضفة الغربية، عبر تكثيف الاستيطان، وأخيرا “مخطط الضم”، الذي يقضي فعليا على اتفاق أوسلو القائم على إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967.

إسرائيل وجدت البيئة المناسبة المتمثلة في الانقسام والتشرذم الفلسطيني الداخلي (الجزيرة)
الانقسام الفلسطيني
وانتقد أبو سعدة بقسوة أداء السلطة والفصائل الفلسطينية، وقال إن تراجع القضية الفلسطينية وغياب الأمل لدى الفلسطينيين وسيادة اليأس، لا تتحمله إسرائيل وحدها، فهي وجدت البيئة المناسبة المتمثلة في الانقسام والتشرذم الفلسطيني الداخلي.

ويتفق النائب في المجلس التشريعي عن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عاطف عدوان مع أبو سعدة حول تأثيرات الانقسام السلبية، لكنه يضيف عوامل أخرى أدت إلى الفشل في استثمار الانسحاب الإسرائيلي لصالح القضية الفلسطينية، أبرزها حالة الترهل العربي.

وقال للجزيرة نت إن الفلسطينيين يحاربون وحدهم، والعرب بدل مساندتهم يهرولون نحو إسرائيل، وآخرهم الإمارات التي وصف اتفاقها مع إسرائيل بالمخزي، ويتزامن مع خنق غزة وقتلها، وتهويد القدس ومخطط الضم في الضفة.

المقاومة الفلسطينية أظهرت بسالة في الذود عن كرامة غزة وأهلها في المواجهات ضد الاحتلال (الجزيرة)
ورغم قتامة المشهد، فإن عدوان يرى جانبا مضيئا حققته غزة بعد الانسحاب الإسرائيلي، وعلى صغر حجمها وضعف إمكاناتها تعطي الأمل في أن إسرائيل ليس قدرا وليست العدو الذي لا يقهر.

وأوضح أن حماس نجحت إلى حد كبير، وبما هو متاح لها من إمكانات رغم الحروب والحصار؛ في تطوير قدرات المقاومة وتوفير الحماية لها، وهو ما يشهد به العدو قبل الصديق، وأظهرت بسالة منقطعة النظير في الذود عن كرامة غزة وأهلها في كل المواجهات التي خاضتها ضد الاحتلال.

واقتصاديًّا، قال عدوان إن استثمار الأراضي المحررة (المستوطنات سابقا) في مشاريع زراعية حققت اكتفاءً ذاتيا في بعض المحاصيل يعد تجربة ناجحة، لكنه يدرك أنها غير كافية، وإسرائيل تبقى قوة الاحتلال التي تعيق كل محاولة لحياة أفضل في غزة.

شاهد أيضاً

ثورة في الجامعات الأميركية

طلاب جامعة كولومبيا بأميركا يتظاهرون احتجاجًا على حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين في غزة