▫️
عبد العزيز الطريفي
وحساب النفوس للزمن قد يتغير بشيءٍ خارجٍ عنها ؛ ككثرة الحوادث وتتابُعها وتلاحُقها حتى تلهوَ بواحدةٍ عن الأخرى ، ويتسلسل ذلك فيها ؛ حتى لا تدري : حوادثُها متى بدأت ومتى انتهت ؛ وذلك لتداخلها فيما بينها ، وهذا هو المقصود في الحديث 🙁 لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان ، فتكون السنة كالشهر ، والشهر كالجمعة ، وتكون الجمعة كاليوم ، ويكون اليوم كالساعة ، وتكون الساعة كالضرمة بالنار ) .
وإنما جُعل هذا علامةً لآخر الزمان – مع كونه موجوداً عارضاً لكل نفسٍ ، وفي كل زمان – لأنه في آخر الزمان عام لعامة النفوس ، وأما فيما قبل ، فهو يكون لنفسٍ دون نفسٍ ، ولحالةٍ دون أخرى ، فيتغيّر حساب العقول بشدة تغيّر النفوس ؛ لأن زمان النفس غيرُ زمان الشمس .
الفصل بين النفس والعقل (٣٠-٣١)