تعريف الظن

يعرف الظن على أنه ترجيح العقل لاحتمال على حساب احتمال آخر، لعدم وجود أدلة قطعية، بل لوجود شكوك، وبحسب كل نفس، فهناك نفس ترجح احتمال الخير (حسن الظن) وهناك نفس ترجح احتمال الشر (سوء الظن).

أما في حالة الشك، فالاحتمالات تستوي في الترجيح، وقد قسمت مراتب علم التحقق إلى اربع درجات، وهي كالتالي:

1.اليقين احتماله (100 %)، وقسمه البعض الى مراتب أيضا، بحسب طريقة وصولك لليقين (مشاهدة عين أم نقلا عن أحد)، وحتى في هذه الحالة، فقد طالب الاسلام في بعض الحالات بوجود أربع شهود عاينوا حالة اليقين قبل اصدار أحكام على الناس.

2. الظن: أن يكون احتمال الأمر الذي أمامك ما بين (51 %) إلى (99 %)، لكن الانسان مطالب بترك معظم ظنونه، لأنها إما أن تؤدي لترقيتها الى يقين دون دليل، أو الى البحث عن دليل عن طريق التجسس، قال تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا)

3. الشك ما تساوت فيه الاحتمالات (50%) فيكون علمك بالشيء إثباتاً ونفياً بمرتبة واحدة

قال تعالى (بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ * فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ).

أي ينتظرون دليل، يزيل الشك.

4. الهواجس، والاحلام، وهي ماكانت احتمالاتها أقل من 50%. وهناك من يقاومها، وهناك من ينسج فيها التخيلات بمساعدة شيطانه، للوصول لنتائج مرتبة مسبقا.

بعض الناس لايستطيع الخروج منها، ويصاب بالوساوس المرضية، فتراه يشك في أهله، ويشك في صلاته وفي دينه، وفي دين غيره، بل وقد يوصله الشك في شخص الى اختلاق الأكاذيب، والوصول لمرحلة الفجور، قال صلى الله عليه وسلم (إياكم والكذب، فإن الكذب يهدي الى الفجور)، وقال (إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم). والفجور هو الادعاء الباطل، وحتى أبو سفيان، عندما كان كافرا، لم يصل لهذه المرحلة، عندما قابل هرقل، بل تحدث عن رسول الله بكل صدق.

للأسف فكثير منا مبتلى اليوم بعدم التفريق بين المراتب الأربعة السابقة، وبالتالي القفز مباشرة لمرتبة اليقين في أمور الناس، والقفز العكسي لمرتبة الشك في أمور الدين

هذه المراتب وجدت لتساعد الانسان على اتخاذ القرارات، لكن من يرقي وهمه الى شك أو الى ظن أو ليقين، دون دلالات ترجيحية، فهو انسان لا يستعمل عقله. ومن أدعى على الناس بالهواجس أو بالظن أو بالشك، فقد ظلمهم. ولعل أكثر ما يجعل الانسان في هذه الحالة هو التحزب،

قال تعالى: (وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ)

ونقل عنه صلى الله عليه وسلم انه قال ” إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تقل أو تعمل”

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.