البدء بتطبيق الإجراءات المشددة لمواجهة “كورونا” بالضفة.. وغزة تطبق قرارات جديدة شملت بيوت العزاء والعمل

استفاق سكان الضفة الغربية، على تطبيق القرارات الجديدة، ضمن حالة الطوارئ القائمة، لمواجهة خطر فيروس “كورونا”، والتي شملت وقف حركة المواطنين بعد الساعة العاشرة ليلا، ومنع التنقل بين المحافظات، وتعليق الصلاة في المسجد الأقصى، في وقت بدأت فيه الجهات المسؤولة في قطاع غزة، بتطبيق إجراءات جديدة، لمنع تفشي الفيروس، من بينها منع إقامة بيوت العزاء وأي مظاهر للتجمع، حيث طلبت وزارة الأوقاف من المصلين أداء صلاة الجماعة في منازلهم.

حظر تجول ليلي

وجابت عربات الشرطة العديد من مدن الضفة ليل الأحد، وعبر مكبرات الصوت نادى أفراد الأمن “من أجل سلامتكم وسلامة أحبابكم الزموا بيوتكم”، فيما بدأت عملية منع التنقل بين المحافظات، وكذلك منع الوصول إلى مراكز المدن من صبيحة الاثنين، بناء على التعليمات الأخيرة، حيث أجرى المحافظون برفقة قوات الأمن جولات في مراكز المدن المختلفة، وأكدوا أن هذه الإجراءات والتدابير الأمنية ليست حظرا للتجول، إنما هي بمثابة “حجر بيتي إلزامي”.

وقال الناطق باسم وزارة الداخلية غسان نمر، صبيحة الاثنين، إنه لم تسجّل أي إصابات جديدة بفيروس كورونا في فلسطين، وإن عدد الحالات المصابة استقر عند 59 حالة، منها 17 حالة تماثلت للشفاء، و42 ما زالت تخضع للحجر الصحي، مشيرا إلى أن الأجهزة الأمنية تتعامل مع المعطيات الخاصة بتقييد الحركة لكافة المواطنين بمهنية عالية وبأعلى درجات المسؤولية.

وحول الإجراءات الأمنية في المناطق “ج”، التي لا تخضع للسيطرة الأمنية الفلسطينية، قال نمر إن “هناك مسؤولية اجتماعية ضرورية من المجتمع المحلي ومؤسسات هذه البلدات كي تتعامل مع المعطيات وتنظم الحركة داخلها للمسائل الضرورية والقصوى”.

وكان الناطق باسم الحكومة إبراهيم ملحم، قال: “نحن اليوم في لحظة أمسّ ما نكون فيها للحكمة وللخطوات المسبقة لدرء هذه المفسدة”، وأضاف: “الخطوات الحكومية التي بدأها رئيس الوزراء ترجمة للمرسوم الرئاسي بإعلان حالة الطوارئ كانت بمثابة سياج للوطن أمام هذا الفيروس الزاحف على الأمم”، وأكد أن قرارات وقف حركة المواطنين والتنقل بين المدن، جاءت في إطار تلك الرؤية الاستراتيجية التي تتطلع لرصد المخاطر وتقليص مساحة انتشار الوباء، عبر إجراءات مسبقة الهدف الأساس منها حماية الشعب، مضيفا: “لعل العزل والبقاء في البيوت والابتعاد عن الزحام والاختلاط هو الهدف الأساس، وهو الدواء لهذا الداء الذي ليس له دواء”.

وأشار ملحم إلى أنه يجري العمل لوضع “خطط طويلة الأمد” للتمكن من استمرار العمل والحياة، وقال: “لكن بمستوى تقليص العمل والعاملين في جميع المؤسسات إلى الحد الأدنى من العمل ومن أعداد العاملين في المؤسسات الحكومية والخاصة والمجتمع المدني والسلك الدبلوماسي والسفارات”، وقال: “النجاح في مواجهة هذا الخطر هو النجاح في إدارة الأزمة، وبالخطوات التي اتخذناها سجلنا نجاحا شهدت له منظمة الصحة العالمية ودول مجاورة بحسن الإدارة”.

الأقصى بلا مصلّين

وضمن الإجراءات الاحترازية، علّق مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، حضور المصلين إلى المسجد الأقصى المبارك، ابتداء من فجر الاثنين، ولفترة مؤقتة استجابة لتوصيات المرجعيات الدينية والطبية، للوقاية من انتشار فيروس “كورونا”، وأوضح المجلس، أن تعليق حضور المصلين إلى الأقصى، لا يشمل استمرار التحاق جميع الموظفين والعمال والحراس بأعمالهم وممارسة نشاطاتهم كالمعتاد، كما يستمر رفع الآذان بالأقصى في كافة الأوقات، على أن يؤدي جميع العاملين في دائرة الأوقاف الإسلامية وحراس الأقصى المتواجدين، الصلاة في الساحات مع مراعاة الارشادات الصحية.

تعليق الصلاة في المسجد الأقصى وبدء سريان حظر التجول الليلي

وقال المجلس في بيان له: “نشعر بالمرارة جراء اتخاذ هذا القرار، إلا أننا اضطررنا لذلك حفاظا على حياة وصحة المواطنين وصونا للنفس البشرية استجابة للفتاوى الشرعية في العالم الإسلامي”، وطالب المواطنين بتفهم الدواعي الشرعية والصحية لهذا القرار، وحثهم على الالتزام بأداء الصلاة في منازلهم حفاظا على صحتهم وسلامة المجتمع المقدسي.

وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إنه في ظل مخاطر انتشار فيروس “كورونا”، أصدر الرئيس محمود عباس عفوا خاصا عمن أمضى نصف مدة محكوميته في القضايا الجناحية والجنائية مع احتفاظ حق المجني عليه بالادعاء المدني، لافتا إلى أن هذا القرار لا ينطبق على المحكومين بعدد من الجنايات الخطرة.

وكان قاضي قضاة فلسطين محمود الهباش، أعلن عن تعليق العمل في المحاكم الشرعية حتى إشعار آخر، استنادا إلى المرسوم الرئاسي، وقرارات الحكومة، ومن أجل السلامة العامة.

وانطلقت في المناطق الفلسطينية، حملة وطنية للتوعية حول أهمية الوقاية من فيروس “كورونا” بعنوان “التزامك.. مسؤوليتك لتحمي عيلتك”، وتهدف إلى رفع الوعي لكافة فئات المجتمع الفلسطيني، كما تشجع الحملة على تحلي جميع أفراد المجتمع بالمسؤولية الفردية والجماعية التي تقع على عاتقهم لحماية الأفراد وعائلاتهم من الخطر، وتضمنت الحملة، التي ستستمر حتى نهاية الأزمة، سلسلة من الفيديوهات التي شملت نصائح من شخصيات مؤثرة وفنانين ونشطاء وشخصيات فلسطينية وعربية تمثل فئات النسيج الاجتماعي الفلسطيني والعربي.

لا إصابات جديدة في غزة

وفي غزة، أعلنت وزارة الصحة أن نتائج فحص الـ19 عينة لمخالطين لمصابين بفيروس “كورونا” ظهرت سلبية، وأنه لا إصابات جديدة بـ”كورونا” داخل القطاع. وكان رئيس المكتب الإعلامي الحكومي، أعلن أنه تم إخضاع جميع المخالطين بحالتي الإصابة بفيروس “كورونا” في القطاع للحجر الصحي، ومن بينهم مدير عام قوى الأمن الداخلي في قطاع غزة اللواء توفيق أبو نعيم ونائبه، لاختلاطهما بالمصابَيْن بحكم المتابعة الميدانية.

وزارة الصحة في غزة تعلن أنه لا إصابات جديدة بـ”كورونا” داخل القطاع

وخلال المؤتمر الصحافي الذي ينظمه مركز الإعلام والمعلومات الحكومي، للحديث عن آخر تطورات المرض، قال الناطق باسم وزارة الصحة أشرف القدرة، إن حالة المصابَيْن مطمئنة ومستقرة وتحت الرعاية السريرية في مستشفى العزل الذي أقيم في معبر رفح البري، لافتا إلى أنه تم حجر 29 مخالطا لهما.

وأوضح أن المصابين هما رجلان، الأول في الستينات والثاني في السبعينات من العمر، كانا عائدين إلى قطاع غزة من باكستان ضمن مجموعة أخرى في مناطق متفرقة من المناطق الفلسطينية، وظهرت على بعضهم أعراض المرض، لافتا في رسالة طمأنة للسكان، إلى أن الحالتين اللتين تم التأكد من إصابتهما بالفيروس، تم عزلهما فوراً ونقلهما للمتابعة الصحية في مستشفى العزل، واتخاذ كافة الإجراءات والتدابير اللازمة للمخالطين للحالتين.

وقد كشف عن الاصابتين فجر الأحد، واعتبر القدرة أن اكتشاف الحالتين في مركز الحجر الصحي الإجباري يؤكد سلامة الإجراءات الاحترازية والوقائية التي اتخذتها وزارة الصحة بالتعاون مع الجهات الحكومية الأخرى لمواجهة الفيروس، وقال إن الطواقم الطبية تابعت الحالة الصحية لـ1287 مستضافاً داخل 20 مركزاً للحجر الصحي، مصنفة وفقاً لتاريخ دخول العائدين إليها، ولا يسمح بمغادرتها أو إضافة آخرين إليها حتى انقضاء فترة الحجر الصحي.

وحمّل القدرة الاحتلال الإسرائيلي خطورة الأوضاع الصحية والإنسانية في قطاع غزة، وطالب الأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها تجاه مليوني مواطن، يواجهون ظروفاً معيشية وصحية قاسية، ودعا لسرعة تلبية الاحتياجات العاجلة والطارئة من أجهزة التنفس والعناية المركزة والادوية والمستهلكات الطبية ولوازم المختبرات والمستلزمات الوقائية وكافة مقومات الجهوزية والاستعداد لمواجهة وباء كورونا الجديد.

إجراءات مشددة لمواجهة الفيروس

وقد أصدرت قيادة الشرطة في غزة، تعميما مهما للمواطنين، في إطار الحرص على سلامة المجتمع، ولمواجهة فيروس “كورونا”، اشتمل على إغلاق جميع صالات الأفراح، والأسواق الشعبية الأسبوعية، ومنع إقامة بيوت العزاء والحفلات، وكذلك إغلاق المقاهي وصالات المطاعم، بالإضافة إلى تعطيل صلاة الجمعة في جميع مناطق القطاع، مشددةً على أن كل من يخالف ذلك سيعرض نفسه للمساءلة القانونية.

وقد أعلن ديوان الموظفين العام عن بدء تنفيذ جملة من الإجراءات المتعلقة بدوام الموظفين الحكوميين في قطاع غزة بدءا من الاثنين، اشتملت على أن يكون دوام الموظفين للحد الأدنى بما يضمن تقديم الخدمات الأساسية، وكذلك وقف الباصات العامة للموظفين، وترك الديوان لوزارتي الصحة والداخلية، أن تقررا طبيعة الدوام لديهما، كما أصدرت وزارة الصحة جملة من القرارات لتقنين الإصابة بفيروس “كورونا”، منها وقف العمل في كافة العيادات الخارجية بمستشفيات القطاع، ووقف إجراء العمليات الجراحية غير الطارئة، ومنع زيارة المرضى في المستشفيات.

وقررت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا” تعليق توزيع المساعدات الغذائية، لحين ايجاد طريقة أكثر أمناً لعملية التوزيع، كما قرر اتحاد المقاولين في القطاع، وقف العمل في المشاريع الانشائية، لحماية المجتمع والعمال والمقاولين من مخاطر الاختلاط بهدف مكافحة فيروس “كورونا” المستجد، وحمّل المقاول الذي لا يلتزم بالقرار المسؤولية كاملة عن أي إصابات لدى عماله وأسرهم والمجتمع.

ودعا الناطق باسم حركة فتح، إياد نصر، المواطنين في القطاع، إلى “التحلي بالمسؤولية الجمعية والتعاضد صفاً واحداً لمكافحة أي انتشار لوباء كورونا، على قاعدة التآخي واللحمة بين أبناء وفئات الشعب الواحد”، مؤكدا على أهمية اتخاذ التدابير الوقائية كافة من كل الجهات المعنية من أجل حماية السكان.

شاهد أيضاً

كل ما تحتاج معرفته عن حراك الجامعات الأميركية

محمد المنشاوي واشنطن- عرفت الجامعات الأميركية مؤخرا حراكا طلابيا واسعا احتجاجا على العدوان الإسرائيلي على …