وول ستريت جورنال: هذه هي النهاية.. مليون سوري يهربون من قصة رعب

سرد مراسل ” وول ستريت جورنال” من سوريا روايات واقعية جديدة للتراجيديا الإنسانية في شمال غرب البلاد، بفعل الهجوم الوحشي الجديد من النظام، الهادف لهدم “المعقل الأخير” للمقاومة.

يبدأ التقرير، المدعوم بلقطات خاصة من طائرات بدون طيار، لقافلة النزوح، التي يبدو أنها لا تنتهي، بقصة عمرو عكوش، الذي غادر منزله دون أي وقت لتعبئة الحقائب أو الحصول على مركبة هرباً من نيران الأسلحة الرشاشة والقنابل المتساقطة.

كان عكوش يحمل فقط ابنه على ذراع وابنته على الذراع الأخرى، وهو يسير على طول الشوارع المظلمة إلى أطراف عتريب، وهناك اختبأ في بستان زيتون، ينتظر بفارغ الصبر أن يقوم أحد أصدقائه بنقلهم بعيدا عن وابل الرصاص، وأستغرق الأمر حوالي 40 دقيقة، ولكنها بدت مثل سنة.

عائلة عكوش، هي واحدة من ما يقارب مليون شخص، يحاولون الهرب من الهجوم العسكري للنظام السوري المستمر منذ أشهر على آخر معقل للمعارضة في البلاد، ووفقا للصحيفة، فقد أسفر هذا الهجوم حتى الآن عن أكبر نزوح للناس في الحرب الأهلية المستمرة منذ 9 سنوات.

العائلات السورية، محاصرة الآن بين جيش النظام، المدعوم بالضربات الجوية الروسية والمليشيات المدعومة من إيران وبين تركيا، والحدود مغلقة أمام اللاجئين، وهي محاطة بالجدران والخنادق والحراس الذين يطلقون النار على الأشخاص الذين يحاولون العبور.

وحسب تعبير مارك لوكوك، منسق الإغاثة في حالات الطوارئ التابع للأمم المتحدة، فإن الهجوم العسكري الذي أجبر 900 ألف شخص على الفرار، أصبح ” أكبر قصة رعب إنسانية في القرن الحادي والعشرين”.
ونقلت الصحيفة عن لوكوك قوله إن إدلب ستصبح أكبر كومة من الركام في العالم، تتناثر فيها جثث مليون طفل، إذا أستمر الأسد في تركيزه على إدلب والمناطق المحيطة.

وتعود “وول ستريت جورنال “لقصة عائلة عكوش، لتكشف أنها تحركت خمس مرات، في محاولة للتغلب على الغارات الجوية والقوات المتقدمة.

يقول عكوش إنه يشعر أن “هذه النهاية، سيتقدم الجيش ويقتلنا جميعاً، هذه هي نهاية القصة”.

ولا أحد يصد جيش النظام سوى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي هدد بشن هجوم كامل على قوات النظام إذا لم توقف هجماتها، وأشارت الصحيفة إلى أن تركيا بعثت أكثر من 10 الآف جندي وأكثر من ألفي قطعة من المدفعية والدبابات والعربات المدرعة إلى أدلب.
وحذر أردوغان من أنه إذا فتح الحدود الحدود التركية مع سوريا، فلن يمنع اللاجئين والمهاجرين من التوجه إلى أوروبا.

ووسط الأزمة السياسية، تزداد الكارثة في شمال غرب سوريا سوءًا يوماً بعد يوم ، وتكافح الأمم المتحدة وجماعات الإغاثة لتقديم المساعدة الطارئة، ولكنهم لا يستطيعون مواكبة العدد المتزايد من النازحين، الذين يحتاجون إلى الغذاء والمأوى.

والمأساة لم تصل إلى ذروتها بعد، إذ يترصد البرد القارس خلال فصل الشتاء المتجمد في سوريا الأشخاص الذين يتمكنون من الفرار من الرصاص والقذائف، ودرجات الحرارة تنخفض في الليل إلى معدلات مميتة، وبدون خيام كافية، ينام كثيرون في العراء، وقالت منظمات دولية إن سبعة أطفال على الأقل تجمدوا حتى الموت في الأسابيع الأخيرة.

شاهد أيضاً

صفقة التبادل أم اجتياح رفح؟.. خلاف يهدد الائتلاف الحكومي بإسرائيل

تصاعد النقاش في الساعات الأخيرة داخل إسرائيل بشأن تحديد أولويات المرحلة المقبلة ما بين التركيز على التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى تتيح عودة المحتجزين