الفرق بين الثقة بالنفس والغرور. فالثقة بالنفس ، او ما يسمى أحيانا بالاعتداد بالنفس تتأتى من عوامل عدة ، اهمها : تكرار النجاح ، والقدرة على تجاوز الصعوبات والمواقف المحرجة ، والحكمة في التعامل ، وتوطين النفس على تقبل النتائج مهما كانت ، وهذا شيء إيجابي .
أما الغرور فشعور بالعظمة وتوهم الكمال ، اي ان الفرق بين الثقة بالنفس وبين الغرور هو أن الأولى تقدير للإمكانيات المتوافره ، اما الغرور ففقدان أو إساءة لهذا التقدير .
وقد تزداد الثقة بالنفس لدرجة يرى صاحبها ـ في نفسه “القدره على كل شيء” فتنقلب إلى غرور . يقال بأن ما بين الثقة بالنفس والغرور، شعره ! وكلما ازدادت ثقة الإنسان بنفسه كلما اشتدت تلك الشعرة واقتربت من الانقطاع ! ولا شك أن الثقة بالنفس تعتبر من العوامل الهامة التي تساعد على استقرار ورقي حياة الإنسان وتطورها . وكلما ازدادت ثقة الإنسان بنفسه ، كلما أصبح أكثر قدره على مواجهة مصاعب الحياة ومتطلباتها وهمومها ، ولكن إذا ما تجاوزت الثقة بالنفس الحد المطلوب والمعقول فإنها بذلك تصبح وبالا وخطرا على صاحبها ! لأنها في هذه الحالة ستتحول إلى غرور .. ولا يخفى عليكم مدى خطورة الغرور على الإنسان والمساوئ التي قد تنجم عنه ! فهل من طريقة يا ترى .. يمكننا التعرف من خلالها على مقياس ومقدار الثقة بالنفس لدينا ؟ وهل من طريقة نستطيع من خلالها أن نتجنب الوصول إلى مرحلة الغرور والوقوع في مهالكه ومداركه ؟
فكيف نتعامل مع صاحب هذا السلوك؟
لو نظرنا إلى المغرور جيِّداً لرأينا أنّه يعيش حبين مزدوجين : حبّاً لنفسه وحبّاً للظهور ، أي أنّ المغرور يعيش حالة أنانية طاغية ، وحالة ملحّة من البحث عن الإطراء والثناء والمديح . وفي الوقت نفسه ، تراه يقدِّم لنفسه عن نفسه تصورات وهمية فيها شيء من المبالغة ، فيصف نفسه بأ نّه دائما قد حاز على إعجاب البعض ، وان لديه بعض المميزات والملكات الشخصية التي لا يتصف بها احد غيره ، فإنّه يعد نفسه فريدا فى عصره وآوانه
و يجب التفريق بين مسألتين الثقة بالنفس و الغرور .
فالثقة بالنفس لاتكون الا بتكرار النجاح ، والقدرة على تجاوز الصعوبات والمواقف المختلفة ، والحكمة في التعامل ، وتوطين النفس على تقبّل النتائج مهما كانت ، وهذا شيءإيجابي .
أمّا الغرور فهو مرض الشعور بالعظمة وتوهّم الكمال و أنّ الفرق بينهما هو أنّ الأولى تقدير للامكانات المتوافرة ، والثانية فقدان للامكانات .
ولذا قيل : ( الراضي عن نفسه مفتون )
إنّ الشعور بالانتفاخ لا مبرر له ، فهو أشبه بالبالون المملوء بالهواء ، أو بالورم الذي قد يحسبه البعض سمنة العافية وما هو بالعافية ، وفي ذلك يقول المتنبى :
أُعيذها نظرات منكَ صادقةً***أن تحسبَ الشحمَ فيمن شحمُه ورمُ
هناك شحم جسدي مادي وورم مادي ، وهناك شحم عقلي ، وشحم روحي ، والبعض قد يكون عنده ورم عقلى عندما يظن نفسه عالما وهو ليس بعالم ، ولذلك كل الذين تلاحظوهم يستعرضون عضلاتهم ويستعرضون وجاهتهم ويتكبرون ، هؤلاء يعيشون ورم الشخصية ولا يعيشون قوة الشخصية ، لأنك لو استنطقتهم لرأيتهم فارغين من الفكر ، وفارغين من كل ما يرفع مستوى الإنسان.