هذان هما أكبر متبرعيْن عربييْن لحزب المحافظين في بريطانيا

نشرت قناة “بي بي سي” على موقعها الإلكتروني تقريرا عن رجلي أعمال من أصول عربية قدما تبرعات لحزب المحافظين البريطاني من أجل تمويل حملته الانتخابية استعدادا للانتخابات المقررة في الثاني عشر من ديسمبر الحالي.

وقالت القناة إن حزب المحافظين تلقى خلال أقل من أسبوع من الإعلان عن الحملة الانتخابية أكثر من خمسة ملايين جنيه استرليني، بينما تلقى حزب العمال نحو 200 ألف فقط، وهو أقل مبلغ تلقاه حزب من بين الأحزاب المشاركة في الانتخابات.

وخلال الأسبوعين الأولين من الحملة بلغ إجمالي التبرعات للمحافظين 8.6 مليون جنيه استرليني من رجال أعمال وشركات خاصة، مقابل 3.7 مليون لصالح حزب العمال، منها 3 ملايين جنيه من نقابات العمال.

جاءت تبرعات حزب المحافظين معظمها من شركات ورجال أعمال أثرياء وعلى رأسهم رجال المال الذين يعملون في مجال إدارة الصناديق المالية الذين بات لهم تأثير واضح على سياسات الحزب.

وكشفت “بي بي سي” أن رجلي أعمال من أصول سورية يتبرعان بمبالغ كبيرة لحزب المحافظين بشكل دوري.

الشخص الأول، هو وفيق سعيد البالغ من العمر 79 عاما، ويعتبر من المقربين من حزب المحافظين ودأب على التبرع للحزب عبر زوجته روز ماري سعيد. كما يدير جمعية خيرية تعمل في عدد من الدول العربية. لكن شهرة سعيد نابعة بشكل أساسي من الدور الذي لعبه في صفقة السلاح الكبيرة بين السعودية وبريطانيا عام 1986 بقيمة 86 مليار دولار، والتي حملت اسم “صفقة اليمامة”.

وسعيد ابن أسرة دمشقية عريقة فقدت ثروتها ونفوذها في أعقاب الانقلاب العسكري عام 1961 ووصول البعثيين إلى السلطة عام 1963. وقدرت الصحف البريطانية ثروته عام 2014 بمليار ونصف مليار جنيه استرليني.

ولفت سعيد الأنظار أولاً لدوره في مساعدة الشركات البريطانية في الفوز بعقد اليمامة، أكبر صفقة أسلحة أبرمتها السعودية والمملكة المتحدة في تاريخهما.

بدأ حياته في العمل التجاري عبر افتتاح مطعم فاخر في أحد أرقى أحياء لندن ثم انتقل إلى العمل في مجال البناء والعقارات. في أعقاب أزمة النفط خلال حرب اكتوبر 1973 تمكن من الفوز بعدد من عقود بناء المساكن والمستشفيات في المملكة العربية السعودية.

ونجح في نسج علاقات مع العائلة المالكة السعودية مكنته من الحصول على الجنسية السعودية.

وكانت علاقاته مع المسؤولين السعوديين قد بدأت تجذب اهتمام المسؤولين البريطانيين في أواسط ثمانينات القرن الماضي، لذلك عندما كانت شركة بريتيش أيروسبيس -الشركة التي أصبحت فيما بعد شركة BAE Systems – تتطلع لبيع طائرات مقاتلة من طراز Tornado وطائرات أخرى للسعوديين توجهت إليه لطلب المساعدة.

ولا يزال سعيد يوصف في الإعلام البريطاني بتاجر الأسلحة السابق، لدوره في عقد اليمامة الذي كانت نسبة 20 في المئة فقط من قيمته تتعلق بالطائرات المقاتلة، والباقي نفقات إنشاءات وخدمات ملحقة بالعقد.

وفي عام 2006 أسقطت حكومة توني بلير تحقيقا في عقد اليمامة بعد أن نشرت وسائل الاعلام البريطانية تقارير عن شبهات فساد على نطاق واسع طالت حتى مارك ثاتشر، ابن رئيسة وزراء بريطانيا وقتها مارغريت ثاتشر.

لا يحق لسعيد التبرع للأحزاب في بريطانيا، إذ أن مكان إقامته المسجلة هي إمارة موناكو، فتتولى زوجته البريطانية روزماري وابنته هذه المهمة.

وتبرع وفيق سعيد بملبغ 50 مليون جنيه إسترليني في عام 1996 لتأسيس كلية سعيد للأعمال في أكسفورد، ولديه جمعية خيرية للأطفال المحرومين.

وتبرعت زوجته خلال الأسبوع الأول من حملة الانتخابات لحزب المحافظين بمبلغ 200 ألف جنيه استرليني.

وكان سعيد بنفسه يتبرع للحزب حتى عام 2000 لكن بعد تغيير قواعد التبرع لم يعد بمقدوره أن يقوم بذلك لذلك تتولى زوجته الغنية أو ابنته هذه المهمة.

وقالت صحيفة الاندبندنت في شهر يونيو/ حزيران الماضي أثناء التنافس على قيادة حزب المحافظين، إن روزماري سعيد قد تبرعت بمبلغ 342 ألف جنيه للحزب منذ شهر سبتمبر/ أيلول 2018.

الرجل الثاني المتبرع لحزب المحافظين، هو المهندس أيمن الأصفري، المولود في محافظة إدلب شمالي سوريا 1958. وكان والده الطبيب أديب الأصفري، من مؤسسي حزب البعث الحاكم في سوريا منذ 1963. وكان عضواً في المجلس الوطني الذي شكله البعثيون بعد انقلابهم العسكري عام 1963 لفترة قصيرة. ثم عمل سفيراً في عدد من الدول وبعدها عاد لممارسة الطب في حلب.

تلقى الأصفري تعليمه الجامعي في الولايات المتحدة الأمريكية. وبدأ حياته المهنية في مجال المقاولات في سلطنة عمان ثم قام بإنشاء شركة تعمل في مجال خدمات النفط والغاز.

وخلال 15 عاما أصبحت الشركة من بين أكبر 100 شركة بريطانية. وتُقدر ثروة أيمن أصفري بـ1.2 مليار دولار أمريكي.

وتبرع الأصفري بمئات آلاف الجنيهات الاسترلينية لحزب المحافظين الحاكم خلال السنوات الماضية. ويحقق مكتب قضايا الفساد الكبيرة مع الاصفري بخصوص انشطة في الشركة في الخارج منذ عام 2017.

وقد أقر المدير المالي السابق في الشركة ديفيد لوفكين بالذنب في 11 قضية رشاوى في وقت سابق من هذا العام، حيث دفعت الشركة رشاوى لشركة وسيطة مقرها موناكو للفوز بعقود تتجاوز قيمتها خمسة مليارات دولار لبناء مصافي نفط في السعودية والعراق.

وتسبب التحقيق الذي خضعت له الشركة بخسارتها عقودا بقيمة 10 مليارات دولار وتدهور قيمة أسهمها في بورصة لندن.

وتبرع الأصفري وزوجته بأكثر من 860 ألف جنيه استرليني للحزب منذ 2009.

وكان رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون وخليفته تيريزا ماي قد توسطا لشركة بتروفاك لدى الحكومة البحرينية لمنحها عقدا بمليارات الدولارات لكن العقد منح لشركة اخرى.

شاهد أيضاً

ثورة في الجامعات الأميركية

طلاب جامعة كولومبيا بأميركا يتظاهرون احتجاجًا على حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين في غزة