85 مناظرة تلفزيونية حول الحجاب في فرنسا بدون مشاركة أي امرأة محجبة

عاد الجدل حول العلمانية وموضوع ارتداء الحجاب ليطفوا مجددا على السطح في المشهد السياسي الفرنسي، على خلفية اعتداء أحد المنتخبين المحليين عن حزب “التجمع الوطني” اليميني المتطرف لفظياً على سيدة مسلمة كانت ترافق مجموعة من الأطفال في رحلة مدرسية إلى أحد المجالس البلدية للتعرف عن قرب إلى طريقة عمل إحدى آليات الديمقراطية الفرنسية. وطالب هذا الأخير رئيسة المجلس بإجبار السيدة على نزع حجابها أو الخروج من المجلس “باسم قيم الجمهورية والعلمانية”.

فمنذ هذه الواقعة واشتعال الجدل حولها لدى الرأي العام الفرنسي، بما في ذلك على منصات التواصل الاجتماعي، و أيضا في أوساط الطبقة السياسية في البلاد، تصدر موضوع الحجاب ومدى اتساقه مع النموذج العلماني في البلاد عشرات النقاشات على بلاتوهات القنوات الفرنسية؛ لكن الأمر اللافت والمثير ! هو الغياب التام للمحجبات عن هذه النقاشات، رغم أنهن ( المحجبات) المعنيات قبل أي شخص آخر بهذا الموضوع، خاصة أن بعض الضيوف يعتبر بأن الحجاب هو نوع من “الإخضاع “.

فمن يوم الجمعة الماضي وحتى اليوم ، أحصى محرك البحث CheckNews الذي تديره مجموعة من الصحافيين، أحصى 286 مداخلة حول هذه القضية ، خلال 85 نقاشا على : LCI و CNews و FRANEC INFO و BFMTV ( بعض الأشخاص تمت استضافتهم عزة مرات للنقاش حول نفس الموضوع). وبين هؤلاء الضيوف ال286 لم تشارك أي إمرأة فرنسية مُحجبة في هذه النقاشات!!. باستثناء لطيفة ابن زياتن – هي والدة عماد ابن زياتن أول عسكري فرنسي قتل في مدينة تولوز على يد الإرهابي مراح عام قبل نحو سبعة أعوام – والتي ظهرت فقط من خلال مداخلة مقتضبة جدا ضمن تقرير تلفزيوني لقناة LCI ، التابعة لمجموعة TF1 . هذه الأخيرة ( TF1)، التي تم انتقدها بشدة قبل نحو أسبوعين بسبب بثّها خطاباً للكاتب والسياسي والصحافي الفرنسي المثير للجدل اريك زمّور، الذي لا يخفي بمعاداته للإسلام والمسلمين.

وكان لTF1 نصيب الأسد من هذه النقاشات التلفزيونية ال85 حول الحجاب والعلمانية على مدار من الجمعة الماضي حتى هذا اليوم الخميس؛ نظمت ما لا يقل عن 42 نقاشاً مع 149 مداخلة؛ مقابل 24 على قناة CNews مع 73 مداخلة؛ و 13 نقاشاً و 43 مداخلة على قناة BFMTV؛ ثم 6 نقاشات مع 21 مداخلة على Franceinfo.

وأشار الصحافيون في “CheckNews ” أيضا النقاشات التلفزيونية كانت مصحوبة في بعض الأحيان بانزلاقات إسلاموفوبيا (معادية للإسلام). فمثلا، إيف تريار ، نائب رئيس تحرير صحيفة لوفيغارو الفرنسية، قال خلال مشاركته في نقاش على LCI ، يوم الاثنين: “أنا أكره الدين الإسلامي.. ذات مرة في فرنسا، نزلت من الباص عندما لاحظت وجود شخص يرتدي الحجاب”.

شاهد أيضاً

كل ما تحتاج معرفته عن حراك الجامعات الأميركية

محمد المنشاوي واشنطن- عرفت الجامعات الأميركية مؤخرا حراكا طلابيا واسعا احتجاجا على العدوان الإسرائيلي على …