ليبراسيون: لهذا يمضي أردوغان في العملية العسكرية في سوريا برغم الضغوطات

“تركيا تنتهج سياسة خلق الفوضى في مواجهة الأكراد”، تحت هذا العنوان كتبت صحيفة ليبيراسيون الفرنسية عن العملية العسكرية التي يشنها الجيش التركي ضد المقاتلين الأكراد داخل الأراضي السورية. وتقول الصحيفة إن القوات التركية وحلفاءها على أرض الميدان قصفوا بشكل عشوائي وأعدموا مدنيين وشردوا عائلات واستهدفوا صحافيين وأجبروا جنودا أمريكيين على إخلاء مواقعهم. وتشير الصحيفة إلى أن العملية العسكرية التركية اشتدت خلال نهاية الأسبوع بشكل خطير ومقلق.

وتؤكد ليبيراسيون أن عائلات مقاتلين من تنظيم الدولة (داعش) كانت محتجزة لدى الأكراد أطلق سراحها. وبعد خمسة أيام من إطلاق العملية العسكرية انهار التوازن الهش الذي كان قائما في المنطقة التي شهدت ثمانية أعوام من الحرب الأهلية ومعارك طاحنة مع تنظيم داعش.

وتقول الصحيفة إن المجمتع الدولي بما في ذلك ترامب الذي فتح المجال أمام أردوغان للهجوم، ينظر بقلق وعجز إلى العمليات العسكرية التركية. في فرنسا، اجتمع الرئيس ماكرون بمجلس الدفاع واعتبر أن العملية العسكرية من شأنها خلق وضع إنساني لا يحتمل، وطالب نظيره التركي في مكالمة هاتفية بوقف فوري للعمليات العسكرية.

لكن الضغوط الدبلوماسية والتهديد بالعقوبات الاقتصادية من قبل الكونغرس الأمريكي وحظر بيع الأسلحة من طرف عدد من الدول الأوروبية لم تثن أردوغان عن الاستمرار في الهجوم العسكري.

في أجواء الحرب هذه، يصعب التحقق من المعطيات التي يقدمها كل طرف، غير أن منظمات غير حكومية وصحافيين على أرض الميدان يؤكدون تفاقم الأوضاع مع اشتداد المعركة

ويسعى الأتراك إلى تحقيق هدفين أساسيين خلال العملية العسكرية؛ أحدهما تدمير القدرة العسكرية والقتالية لميليشيات الأكراد الذين تصنفهم تركيا كتنظيمات إرهابية ويرى فيهم الغرب حليفا أساسيا لمحاربة الإرهاب، والهدف الثاني هو إنشاء منطقة عازلة واسعة النطاق بين تركيا وسوريا. وصرح الرئيس أردوغان يوم الأحد في إسطنبول قائلا: ”منذ بدء العملية العسكرية نتلقى تهديدات بالعقوبات الاقتصادية وبمنع السلاح. واهم من يعتقد أننا سنتراجع تحت ضغوط تلك التهديدات”.

وفي أجواء الحرب هذه، يصعب التحقق من المعطيات التي يقدمها كل طرف، غير أن منظمات غير حكومية وصحافيين على أرض الميدان يؤكدون تفاقم الأوضاع مع اشتداد المعركة خلال اليومين الماضيين. ويوم أمس قتل 10 مدنيين في قصف جوي تركي على بلدة رأس العين استهدف موكبا يضم صحافيين ومدنيين بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وكتبت الصحافية في شبكة التلفزيونات الفرنسية ستيفاني بيريز أنها كانت ضمن الموكب الذي تم قصفه حيث قضى فيه صحافيون.

ومنذ يوم الأربعاء أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان وفاة 60 مدنيا و104 من مقاتلي الأكراد. بينما قدرت الأمم المتحدة عدد المشردين بأكثر من 130 ألف شخص، وهناك ما لا يقل عن 400 ألف شخص سيحتاجون مساعدات عاجلة في الأيام القليلة المقبلة.

وتقول الصحيفة إن التطور الأبرز يوم أمس الأحد تمثل في فرار عدد من عائلات تنظيم “الدولة” من سجون الأكراد، إذ تؤكد مصادر الصحيفة فرار حوالي 30 فرنسيا.

شاهد أيضاً

كل ما تحتاج معرفته عن حراك الجامعات الأميركية

محمد المنشاوي واشنطن- عرفت الجامعات الأميركية مؤخرا حراكا طلابيا واسعا احتجاجا على العدوان الإسرائيلي على …