لا تلمس أخي.. حملة تركية لوقف الاعتداء على السوريين

تثير الاعتداءات التي تعرض لها لاجئون سوريون في مدينة إسطنبول مؤخرا غضب شرائح واسعة من المجتمع التركي، بعدما تحولت إلى موجات عنف، رد عليها ناشطون أتراك بحملة “لا تلمس أخي”.
وقبل أسبوع، خرج مئات الأتراك الغاضبين إلى الشارع في منطقة إكيتيلي غرب إسطنبول، وهاجموا محال تجارية تعود لسوريين وحطموا سياراتهم واعتدوا بالضرب على عدد منهم بذريعة قيام شاب سوري بالتحرش بطفلة تركية.

لكن هذه الاعتداءات قوبلت بموجة رفض واسعة في المجتمع بعدما ضاق كثير من الأتراك بخطاب العنصرية وممارساتها الآخذة في التصاعد في عموم البلاد ومدينة إسطنبول بصفة خاصة.

وتطور الرفض إلى حراك على الأرض ووسائل التواصل بعدما كشفت تحقيقات الشرطة أن الذي جرى بمنطقة إكيتيلي جاء على إثر حديث عادي بين فتى أجنبي غير سوري وجارته التركية، الأمر الذي حدا بشرائح كبيرة من الأتراك لمطالبة الحكومة بالتدخل لوقف الاعتداءات.

لا للعنصرية

وشهدت منطقة الفاتح بإسطنبول أول أمس السبت وقفة تضامنية هي الأولى من نوعها شارك فيها مئات الناشطين الأتراك لمناهضة العنف ضد السوريين، دعت لها منظمة “أوزغور در” تحت عنوان “فليبقى السوريون وليرحل العنصريون”.

وتوقعت أونور كايا التي شاركت بالوقفة أن “يبادر المجتمع المحلي إلى الوقوف في وجه من يعتدون على ضيوف تركيا من أي عرق أو جنس” داعية الدولة إلى بذل مزيد من الجهد في “التصدي لمن يطلقون خطاب العنصرية ويحرضون على الاعتداء على السوريين”.

ورغم أنه ما زال من المبكر الحكم على إثر هذا الحراك، فإن ناشطين أتراكا يعولون عليه الكثير للجم الاعتداءات المتصاعدة التي باتت تؤرق سلم المجتمع المحلي لمدينة إسطنبول.

وكان موقع “ميلييت” التركي قد نقل عن مصادر أمنية تأكيدها أن الشرطة اعتقلت 16 شاباً من الذين حرضوا ضد السوريين في أحداث إكيتيلي عبر وسوم عنصرية دعت لرحيل السوريين.

رضوان كايا رئيس جمعية أوزغور در يتحدث في الوقفة التي نظموها للتنديد بالاعتداء على السوريين (الجزيرة)
رضوان كايا رئيس جمعية أوزغور در يتحدث في الوقفة التي نظموها للتنديد بالاعتداء على السوريين (الجزيرة)
فوق الرؤوس
وأطلقت منظمات مجتمعية حملة بعنوان “لا تلمس أخي السوري” للتضامن مع السوريين والاحتجاج على الاعتداءات التي ترتكب بحقهم، مغردين على وسم بالتركية KardeşimeDokunma# ويعني “لا تلمس أخي”.

وعرض المتضامنون بمئات الصور والعبارات المنددة بالعنصرية ضد السوريين والرافضة للاعتداء عليهم، ودعوا إلى استمرار “الحملات الوطنية” مساندتهم، كما حثوا حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان على التعامل بجدية مع هذه الاعتداءات.

ونشر حياتي أرسلان صورة طفلة سورية تم إنقاذها من تحت ركام القصف في بلادها وهي في حالة فزع، وعلق عليها “أه يا طفلتي الصغيرة، العنصريون لا يريدونك في هذا البلد.. أعتذر للخوف الذي أحرجنا في عينيك”.

أيدينا التحمت وبيوتنا ازدهرت

من جهته، قدم الفنان التركي محمد علي أصلان مقطعا من أغنية رحب بها بالسوريين وقدم لها بالعربية قائلا “أنتم جئتم فأيدينا التحمت وبيوتنا ازدهرت” ونشرها على وسم “لا تلمس أخي” تحت عبارة “أيها المهاجرون قلوبنا وبيوتنا تباركت بكم.. مكانكم على رؤوسنا”.

أما محب أتيلي، فاعتبر أن ما يتعرض له السوريون نتجة حتمية لخطاب العنصرية الذي شنته بعض الأحزاب السياسية خلال الانتخابات البلدية الأخيرة.

ورأى الشاب الذي تحدث للجزيرة نت أن هذه الوقفة تمثل “الوخزة الأولى” لضمير من يشاركون في الاعتداء أو التحريض على “إخوانهم في الدين وضيوفهم في الوطن”.

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.