وزير ألماني: لدينا أكثر من 12 ألف متطرف يؤيدون العنف وميركل تتوعد النازيين الجدد

قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، إن بلاده لديها مشكلة إرهاب يميني متطرف، على خلفية مقتل حاكم مقاطعة كاسل، فالتر لوبكه.

جاء ذلك في مقال له نشرته صحيفة “بيلد” الألمانية، السبت، حول مقتل لوبكه، جراء تعرضه لهجوم يحمل دوافع يمينية متطرفة. وأشار ماس إلى استهداف “إرهابيي” اليمين المتطرف للمسؤولين السياسيين الذين يخدمون بلادهم، رغم مرور 80 عاما على الحرب العالمية الثانية.

وبيّن وزير الخارجية الألماني أن هذه الجرائم كانت متوقعة، وأنه كانت هناك تحذيرات كافية حيالها. وأوضح أنها جرائم الخلية النازية الإرهابية المتطرفة (NSU) الوحشية التي لم يتم التمكن من كشفها منذ سنوات.

ولفت إلى وجود تهديدات بالقتل موجهة ضد عمدة مدينة كولونيا، وعمدة مدينة آلتينا، والكراهية التي تعرض لها لوبكه في 2 يونيو/ حزيران الجاري. وأضاف: “كل هذه الأمور تظهر أن العيون لا تزال مغمضة.. إن ألمانيا لديها مشكلة إرهاب يميني متطرف”. وأوضح ماس أن هناك أكثر من 12 ألف متطرف يؤيدون العنف في ألمانيا، بينهم 450 تمكنوا من الاختفاء رغم وجود تعليمات للقبض عليهم. وتابع: “كل من لديه شكوك بشأن العنف، عليه أن ينظر إلى (هجمات) كرايست شيرش أو أوتويا أو بيتسبرغ”.

الوزير الألماني حذّر من أن التغاضي عن مثل هذه الأحداث، قد يكون “قاتلاً”. وشدّد على أن الهجمات ذات الدوافع اليمينية المتطرفة يتم النظر إليها لدى الرأي العام الألماني على أنها حوادث منفردة أو عبارة عن نوبة غضب.

وأكّد أنه يجب تسمية الإرهاب باسمه، وعدم إطلاق تسميات أخرى له، وأنه يجب حل المشكلة من جذورها. وختم مقاله بالإشارة إلى ضرورة “عدم ترك مليمتر واحد لأعداء الحرية”، و”الدفاع عن الديمقراطية”.

ويحذو وزير الخارجية بذلك حذو وزير الداخلية هورست زيهوفر، الذي أعلن في حديث صحافي السبت أنّه “إزاء هذا التطور الخطير جداً”، ستعكف الحكومة على درس احتمال فرض قيود دستورية تستهدف اليمين المتطرف. وقال إنّ “هذه الجريمة تحفزني على بذل قصارى الجهد لتعزيز الأمن”.

وأشار إلى أنّ بين التدابير المقترحة يبرز فرض قيد على حرية التعبير عبر شبكات الانترنت، مرفقاً بإجراء ملاحقات ضدّ الاشخاص الذين “يحرّضون على الكراهية”.

ويتوخى الوزير المحافظ الذهاب أبعد عبر النظر في إمكان حرمان بعض الأشخاص من حقوق أساسية.

وفي 2 يونيو/ حزيران الجاري عُثر على لوبكه، وهو عضو في حزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، “الاتحاد المسيحي الديمقراطي” في شرفة حديقة منزله في بلدة فولفهاغن-إستا بمدينة كاسل مصابًا بطلق ناري في رأسه.

وبحسب القناة الألمانية الأولى فقد تعرض لوبك بعد موته للإهانة والسخرية من قبل يمينيين متطرفين بسبب مواقفه الداعمة للاجئين.

ونقلت القناة بعض التعليقات التي تدل على ذلك على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث كتب مستخدم على “فيسبوك”: “هو نفسه المسؤول، لا شفقة، هذا ما سيحدث لميركل وللآخرين”. ولوبكه، الذي ترأس حكومة مركز ومدينة كاسل على مدى عشر سنوات، كان مسؤولاً عن إنشاء مراكز استقبال اللاجئين في عام 2015، كما أنه كان تحت حراسة الشرطة بسبب تلقيه تهديدات بالقتل، حسبما ذكرت القناة الألمانية الأولى.

من جهتها دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل السبت إلى مكافحة النازيين الجدد “دون أي محرمات”، وذلك بعد أيام من مقتل مسؤول محلي مؤيد لسياسات الهجرة على يد متعاطف مزعوم مع هذه الحركة. وأكدت المستشارة الألمانية أنّ النازيين الجدد العنيفين “يجب أن يُكافحوا منذ البداية ودون أي محرمات”، وذلك خلال مشاركتها في دورتموند في “يوم الكنيسة” البروتستانتية.

وتابعت: “لهذا فإنّ الدولة مطالبة بالتدخل على أكثر من مستوى، والحكومة الفدرالية تأخذ ذلك على محمل الجد الشديد”.

واعتبرت ميركل أنّ ما جرى “لا يتعلق بعمل مريع فحسب، وإنّما يرتبط أيضاً بتحد كبير يواجهنا لنعيد النظر في كل المستويات حيث ثمة ميول يمينية متطرفة أو تقاطعات”.

وكانت صحيفة “زودويتشه تسايتونغ” في افتتاحيتها “الملفت في هذه المسألة أننا لا نزال نتفاجأ في كل مرة يرتكب فيها اليمينيون المتطرفون جرائم تعتبر من الأخطر في البلاد”. فقد وقعت اعتداءات في السابق في السياق نفسه، ففي عام 2015 تعرضت عمدة مدينة كولونيا هنرييت ريكر للطعن بسكين، وبعد سنتين تعرض رئيس بلدية مدينة التينا اندريا هولشتاين لاعتداء مشابه.

واعتبرت الصحيفة أن ألمانيا تواجه “تنظيما جديدا” على غرار فصيل “الجيش الأحمر” اليساري المتطرف الذي نفذ الكثير من الاعتداءات ذات الطابع الإرهابي بين العامين 1968 و1998. تجدر الإشارة إلى أن السلطات الألمانية أحصت وجود أكثر من 12700 شخص من اليمين المتطرف الذين يعتبرون خطرين ويمكن أن يرتكبوا أعمال عنف.

وكان رئيس الهيئة الاتحادية لمكافحة الجرائم في ألمانيا هولغر مونش قد دعا إلى اتخاذ إجراء صارم ضد أي متطرفين يمينين تبين وجودهم في البلاد. وهو ما يشكل خطرا على الأقليات. وقال في تصريحات لشبكة التحرير الصحافي في ألمانيا نرى حالات فردية ذات أمور لافتة للأنظار.

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.