و سيقنعونك بالفقر…

من روائع الشيخ الغزالي
الفقر من المصائب التي قدَّر الله وقوعها ، إما على شخص بعينه أو أسرة أو مجتمع ، وللفقر آثاره السيئة على الاعتقاد والسلوك ، فإن كثيراً من المنصرين يستغلون فقر الشعوب وقلة ذات يدهم لنشر النصرانية في صفوفهم ، وكذا فإنه ينتشر بسبب الفقر من الأخلاق الرذيلة الشيء الكثير ؛ وذلك لجبر فقرهم ، وسد حاجتهم ، فينتشر بينهم السرقة ، والقتل ، والزنا ، وبيع المحرمات ، ولا شك أن لتلك الأمور أثرها السيئ على الفرد والمجتمع ، وقد ذكر الله تعالى عن المشركين أن بعضهم كان يقتل ولده فلذة كبده إما من الفقر الذي يعيشه ، أو خشية أن يصيبه الفقر ! ، قال تعالى في الصنف الأول : ( وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ) الأنعام/من الآية151 ، وقال تعالى في الصنف الثاني : ( وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئاً كَبِيراً ) الإسراء/31 .

سيقنعونك أن الفقر ليس عيبا ، وأن الله يحب الفقراء أكثر ، وأن النبي عليه الصلاة و السلام كان فقيرا ، وأن القناعة كنز لا يفنى ، وأن الزهد فضيلة ، وأن الطمع رذيلة ، وأن الطيبة هي رأسمال الفقراء ، وأن الأغنياء هم محض مصاصي دماء.

نوع جميل من المخدرات ، ستجعلك تستمتع بفقرك ، تستلذ بحاجتك ، وترضى بضعفك و قلة حيلتك !!
لن يحدثك أحد عن عثمان وجيش العسرة ، ولا عن طلحة وسخائه ، ولا عن الزبير وعقاراته ، ولا عن ابن عوف وتجارته ، ولا عن ابن أبي وقاص وصدقاته ، رضوان الله عليهم أجمعين.

لن يحدثك أحد عن استعاذة سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه من الكفر و الفقر ، ولا أن اليد العليا خير من اليد السفلى ، ولا أن المؤمن القوي خير عند الله من المؤمن الضعيف.
بل سيقولون لك إنه لا بأس أن تكون ( فقيرا ، ضعيفا ، محتاجا ) فحينها ، لن تسأل ، لن تنتقل لمرحلة تطالب فيها بأكثر من قوت يومك ، لتتساءل فيها عن الظلم ، عن الانبطاح ، عن الاستضعاف ، فحينها ، ستصبح مزعجا ، متطفلا ، متجاوزا لمكانتك ، حينها ستفكر، ستخطط ، ستعمل، و ربما –لا سمح الله- ستنتصر!

شاهد أيضاً

ثورة في الجامعات الأميركية

طلاب جامعة كولومبيا بأميركا يتظاهرون احتجاجًا على حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين في غزة