نريد مثل هؤلاء الشباب

مرّ سيدنا عمر بن الخطاب بالمدينة فوجد أطفالاً ، فلما رأوه بهيبته تفرقوا إلا غلامًا ظل واقفاً بأدب ، ولم يهرب ! فقال له : يا غلام ، لمَ لمْ تهرب مع من هرب ؟ فقال له : أيها الأمير ، لست ظالماً فأخشى ظلمك ، ولست مذنباً فأخشى عقابك ، والطريق يسعني ويسعك ! ، هكذا كانوا أطفال الصحابة .

دخل وفد على سيدنا عمر بن عبد العزيز للتهنئة بالخلافة ، يتقدمهم غلام صغير ، فغضب ، وقال له : اجلس ، وليقم من هو أكبر منك سنّاً ، فقال له : أصلح الله الأمير ! ” المرء بأصغريه ؛ قلبه ولسانه ” ، فإذا وهب الله عبداً لسانا لافظاً ، وقلباً حافظاً فقد استحق الكلام ، ولو أن الأمر كما تقول أيها الأمير بالحجم لكان في هذه الأمة من هو أحق منك بهذا المجلس ، هذا كلام طفل في العاشرة من عمره !

ودخل على عبد الملك بن مروان وفد آخر من البادية ، فغضب من حاجبه ، وقال : ما شاء أحد أن يدخل عليّ حتى دخل ! حتى الصبية ! وبّخ حاجبه ، فقال هذا الطفل الصغير : ” أيها الأمير ، إن دخولي عليك لم ينقص من قدرك ، ولكنه شرفني ! أصابتنا سنة أذابت الشحم ، وسنة أكلت اللحم ، بقوا جلدا وعظما ، وسنة دقت العظم ، ومعكم فضول أموال ، فإن كانت لله فنحن عباده ، فتصدقوا بها علينا ، وإن كانت لنا فعلامَ تحبسوها عنا ؟ وإن كانت لكم فتصدقوا بها علينا ؟ فقال هذا الخليفة : والله ما ترك هذا الغلام لواحدة لنا عذراً “

شاهد أيضاً

عاشوراء.. دروس في النصر والخذلان من فرعون إلى كربلاء

أدهم أبو سلمية ها هو فرعون يستكبر ويستبد، ويتمادى في الطغيان، ويستحيي النساء، ويذبح الأطفال، …