الخرز الزجاجي.. أحدث ما اكتشف من آثار قنبلة هيروشيما

تزخر بعض الشواطئ المحيطة بهيروشيما اليابانية بالخرز الزجاجي المصنوع من بقايا المدينة المدمرة، والذي تشكل خلال القصف الذري الذي دمرها عندما أسقط سلاح الجو الأمريكي القنبلة الذرية “الولد الصغير” بقوة تفجيرية تعادل 15 كيلو طن (15 ألف طن) من مادة “تي أن تي” في 6 أغسطس/آب 1945.

وبعد الانفجارات النووية في كل من هيروشيما وناغازاكي، والدمار الذي خلفته على نطاق لم يسبق له مثيل، ركز رجال الإنقاذ والأطباء والعلماء جهودهم على علاج المعاناة البشرية وقياس آثار الإشعاع الذري، ولم يلتفت أحد إلى هذه المواد.

شبيه حطام النيازك
عام 2015، فحص باحثون عينات من رمال الشاطئ التي تم جمعها من شبه جزيرة موتوجينا اليابانية، على بعد ستة كيلومترات فقط جنوب هيروشيما. كان الفريق البحثي الذي قاده الجيولوجي ماريو وانيير يبحث عن بقايا كائنات حية، لكن ما عثر عليه كان الخرز الزجاجي.

تشير تقديرات توصل إليها فريق الباحثين من جامعات أميركية وماليزية وفرنسية إلى أن هذه الجزيئات الكروية الزجاجية الغريبة -التي يشبه بعضها نوع الحطام الزجاجي المنتشر بالغلاف الجوي أثناء تأثيرات النيزك- تشكل ما يصل إلى 2.5% من جميع الرمال في الشواطئ المحيطة بهيروشيما.

جمع الباحثون حوالي عشرة آلاف عينة من هذا الحصى غير العادي، والذي تم فحصه من قبل الباحثين في معامل جامعة بيركلي الأميركية باستخدام المجهر الإلكتروني والأشعة السينية.

تشكل الجزيئات الكروية الزجاجية ما يصل إلى 2.5% من جميع الرمال في محيط هيروشيما (إلسيفير)

ووفق نتائج الدراسة -التي نشرت مؤخرا في مجلة “أنثروبوسين”- فإن التفسير المنطقي الوحيد للجزيئات الزجاجية أنها أول دليل تم رصده على حدوث حطام ناتج عن انفجار نووي في بيئة حضرية.

ووفقا لتحليلات الفريق، فإن المواد الخام التي كانت ذات يوم تتألف منها مدينة هيروشيما (مبانيها والصلب والخرسانة) قد جرفت في الانفجار النووي ودمجت في حرارة لا تصدق، قبل أن تبرد بعد ذلك وتسقط على الأرض مع المطر في صورة شظايا على شكل خرز زجاجي.

مزيد من الأسئلة
وعلى غرار سابقتها التي اكتشفت بموقع التجارب النووية ترينتي في نيو مكسيكو والتي سميت “الثالينيت” أطلق الباحثون اسم “هيروشيمايتيس” على شظايا الخرز الزجاجي على شواطئ هيروشيما.

يقول ماريو وانيير الباحث الرئيسي بالدراسة “المواد الأرضية متقلبة وتنتقل إلى السحب، حيث تغير درجة الحرارة المرتفعة حالة هذه المواد، إضافة للكثير من التفاعلات التي تحدث بين الجسيمات. هناك الكثير من المجالات الصغيرة التي تصطدم، وتؤدي في النهاية لإنتاج هذا الخرز الزجاجي”.

يتضمن هذا الدليل البنية الدقيقة الفريدة للجزيئات، والحرارة الشديدة التي كانت ضرورية لتكوينها، والحجم الهائل من الرواسب الكروية المقدر وزنها بآلاف الأطنان، ممزوجة بالرمال العادية على طول شواطئ خليج هيروشيما.

لا يزال هناك العديد من الأسئلة التي لم تجد إجابة، وليس أقلها ما إذا كانت هذه الجسيمات الغريبة لا تزال تظهر آثارا للنشاط الإشعاعي، أو كيف يمكن مقارنتها بعينات التربة المستخرجة من نقطة الصفر في هيروشيما وهو نهر “أوتا” الذي أسقطت عليه القنبلة الذرية مباشرة.

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.